Manzouma du Misbah du narrateur dans la science du hadith
منظومة مصباح الراوي في علم الحديث
Genres
وعلمهم جميعهم إلى علي ... قد انتهى مع ابن مسعود العلي ج/39 يريد الناظم أن علم الصديق والخلفاء الثلاثة ومن ذكر من أصحاب الألوف قد صار إلى علي ابن أبي طالب وعبد الله ابن مسعود بعد وفاتهم وذلك لأن ما تقدم من بيان قلة أحاديث أبي بكر رضي الله عنه لا يدل على أن غيره أكثر منه علما . بل هو أعلم الصحابة على الإطلاق ، ثم عمر بعده . يدلك على ذلك أن الخلفاء الثلاثة الذين أتوا بعده كانوا يتحرون هديه وسياسته ، وكذلك سائر العلماء من الصحابة كابن عباس وابن مسعود وغيرهما . وقد عرف الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعقل عنه ما لم يعرفه ولم يعقله غيره. ففي الصحيحين أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان أبو بكر أعلمنا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم372. ولذلك كانوا ينظرون إلى هديه ويتأثرون به . انظر إلى الفاروق يقول: "فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق."373 وعمر الفاروق هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لو كان بعدي نبي لكان عمر"374. وقال: "بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري ، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب" قالوا: ما أولته يا رسول الله ؟ قال: "العلم"375. وثبت في الصحيحين قوله عليه الصلاة والسلام : "لقد كان فيمن كان قبلكم محدثون، فإن يكن في هذه الأمة أحد فعمر بن الخطاب"376. فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه يبين للصحابة فضل أبي بكر وعمر عليهم في العلم وذلك في مثل قوله عليه الصلاة والسلام : "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر"377. وعلى كل حال :
Page 114