Manzouma du Misbah du narrateur dans la science du hadith
منظومة مصباح الراوي في علم الحديث
Genres
وللوصية وللإعلام ... وللوجادة لدى الأعلام ج/40 المستفاد من معرفة الطرق التي تم بها أخذ الحديث وتحمله فائدتان: الأولى معرفة وجوه الاتصال والانقطاع . فإنه إذا أبان الراوي عن الطريقة التي تحمل بها الحديث عرفنا اتصاله من انقطاعه وبخاصة فيما يتعلق بالمدلس. والثانية هي الوقوف على المرجحات إذا احتيج إليها عند التعارض . وطرق تحمل الحديث ثمانية نظمها بعضهم فقال:
...حصر وسائل التحمل السماع ،
............قراءة، إجازة للاتساع
...تناول ، كتابة ، إعلام ،
وصية، وجادة ترام
أما عياض فيرى المناولة
...... ثالثة ، وبعدها المكاتبة
وأرفع هذه الأنواع أن يسمع الراوي الحديث من لفظ الشيخ قراءة أو إملاء من الحفظ أو من الكتاب وحينئذ يجوز للسامع أن يرويه بقوله "سمعت" أو "حدثنا" أو "أنبأنا" أو "أخبرنا" فلان. ويجوز أن يقول أيضا "أخبرني" فلان إذا كان هو يقرأ على الشيخ أو يقرأ عليه غيره وهو يسمع واحتاط بعضهم في هذا بقوله "قرئ عليه وأنا أسمع". وقد قيل إنما استعمله بعضهم كالبرقاني والنسائي لأنه كان خارج المجلس لعارض ولكنه يسمع من الخارج فلو قال "حدثنا" أو "أخبرنا" كذب لأن الشيخ لم يقصد تحديثه أو إخباره. والله أعلم.
...وأوضع العبارات قول المحدث "قال فلان" أو "ذكر فلان" وهو محمول على الاتصال إذا انتفى التدليس ، وإنما يستعملونه إذا سمعوا الحديث في مجلس المذاكرة. ومنه قول البخاري في حديث المعازف : "قال هشام" فأسرف ابن حزم برده لهذا الحديث وزعمه أنه منقطع .472 وقد رد عليه الأئمة بما يشفي ويكفي فراجعه إن شئت في فتح الباري وتغليق التعليق وعلوم الحديث والتقييد والإيضاح473. ثم ألف شيخنا كتابا مستقلا في الرد عليه سماه "تحريم آلات الطرب أو الرد بالوحيين وأقوال أئمتنا على ابن حزم ومقلديه المبيحين للغنا وعلى الصوفيين الذين اتخذوه قربة ودينا " ولتلميذه علي حسن الحلبي "الكاشف في تصحيح رواية البخاري لحديث تحريم المعازف والرد على ابن حزم المخالف ومقلده المجازف".
Page 150