La vue depuis le rocher du château
المنظر من صخرة القلعة
Genres
قال صاحب النزل إنهم لن يستطيعوا أن يسلكوا هذا الطريق ليلا، وإن أحدا لا يستطيع أن يسلكه، إلا الهنود. اتفقت معه زوجته في هذا الكلام. أحضرت لماري كوبا من الشاي، ثم ربتت على رأس تومي بلطف. قال أندرو إنهم سيبدءون في الرجوع مرة أخرى بمجرد أن يظهر ضوء الصباح.
قالت ماري: «أنا آسفة.»
قال إن الأمر خارج عن سيطرة الجميع، مضيفا بينه وبين نفسه أن ذلك شأنه شأن الكثير من الأمور. •••
كان الرجل الذي أسس ورشة نشر الخشب في هذه المستوطنة يمتلك بقرة، وتركها تتجول في أنحاء تلك المستوطنة، وكان يرسل ابنته سوزي في المساء لإحضارها وحلبها. وكانت سوزي دائما في صحبة صديقتها ميجي، ابنة مدرس المدرسة المحلية. وكانت إحداهما تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما والأخرى اثني عشر عاما، وكانت تربطهما علاقة وطيدة، تحفل بطقوس سرية ونكات خاصة ووفاء شديد. صحيح أنه لا توجد أي فتاة أخرى في مثل عمرهما يمكن أن يصادقاها، ولكن هذا الأمر لم يمنعهما من الشعور كما لو كانت كل منهما قد اختارت الأخرى دون سواها من بقية هذا العالم.
كان من بين الأمور التي تحبان فعلها هي تسمية الأشخاص بغير أسمائهم الصحيحة. فكان ذلك يتم أحيانا في صورة عملية إبدال بسيطة، مثل أن تطلقا على شخص ما اسمه جورج «توم»، أو بنتا اسمها ريتشيل «إيديث». وكانتا تركزان في بعض الأحيان على صفة معينة مميزة في الشخص، مثلما كانتا تسميان صاحب النزل «أبا ناب»؛ بسبب ناب الفك العلوي الطويل القابض على شفته، أو أحيانا تختاران الاسم المضاد تماما للاسم الذي قد يريده الشخص لنفسه؛ مثلما حدث مع زوجة صاحب النزل، التي كانت تعتني جدا بنظافة مرايلها، فكانتا تطلقان عليها «المزيتة المشحمة».
وكان الولد الذي يعتني بالخيل يسمى فيرجي، لكنهما كانتا تسميانه بيردي. وهذا الأمر كان يضايقه كثيرا. كان بيردي قصيرا وبدينا، له شعر أسود مجعد وعينان بريئتان متباعدتان، وقد أتى من أيرلندا منذ عام أو نحو ذلك. كان يجري وراءهما عندما تقلدان طريقته في التحدث. ولكن أفضل شيء دبروه له، كان عندما كتبوا خطاب حب له ووقعتا عليه باسم روز - الاسم الحقيقي لابنة صاحب النزل، كما تصادف - وتركوه على غطاء الحصان الذي كان ينام تحته في الإسطبل، ولكنهما لم تكونا تعرفان أنه لا يعرف القراءة. عرض بيردي الخطاب على بعض الرجال الذين أتوا إلى الإسطبل، فكان الأمر بمنزلة أضحوكة وفضيحة كبيرة. أرسلت روز بعد فترة وجيزة إلى خارج المستوطنة لتتعلم تصميم القبعات النسائية، على الرغم من أنها لم تكن محل شك بالفعل في أن تكون قد كتبت هذا الخطاب.
ولم تطل الشكوك كلا من سوزي وميجي.
وكانت النتيجة أن ذهب فتى الإسطبل إلى والد ميجي وطلب منه أن يتعلم القراءة.
جلست سوزي، وهي الأكبر سنا، على كرسي بلا ظهر أو ذراعين تنتظر لتحلب البقرة، بينما كانت ميجي تتجول وتلتقط آخر حبات الفراولة البرية المزروعة وتأكلها. كان المكان الذي اختارته البقرة لترعى فيه في نهاية ذلك اليوم قريبا من الغابة، على مسافة قريبة من النزل. كان بين الباب الجانبي للنزل والغابة الفعلية مجموعة من شجر التفاح، وبين آخر شجر التفاح هذا وشجر الغابة كوخ صغير بابه لا يغلق. كان هذا المنزل يطلق عليه معمل التدخين، على الرغم من أنه لم يستعمل لهذا الغرض أو لأي غرض آخر في ذلك الوقت.
ما الذي جعل ميجي تتفقد الكوخ في ذلك الوقت؟ لم تعرف أبدا. ربما لأن الباب كان مغلقا، أو مسحوبا للأمام ليبدو وكأنه شبه مغلق. وما أن بدأت في تحريك الباب لتفتحه حتى سمعت بكاء رضيع.
Page inconnue