La vue depuis le rocher du château
المنظر من صخرة القلعة
Genres
وفي النهاية، كتب والتر جملة واحدة، وهي:
وفي هذه الليلة من عام 1818، غابت اسكتلندا عن أنظارنا.
بدت الكلمات مهيبة بالنسبة إليه، وتملكه شعور بالعظمة والوقار والأهمية الشخصية.
أما يوم السادس عشر من يونيو، فكان يوما عاصفا تأتي الريح فيه من الناحية الجنوبية الغربية. وارتفع المد على نحو كبير جدا، وتحطمت ذراع ساري مقدمة السفينة بفعل الرياح العنيفة. وفي هذا اليوم، أدخلت أختنا أجنيس إلى إحدى الكبائن.
كتب كلمة «أختنا» كما لو لم يكن فارق بينها وبين ماري المسكينة بالنسبة إليه، لكن الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق؛ كانت أجنيس فتاة طويلة، قوية البنية، شعرها أسود غزير، وعيناها سوداوان، يأخذ الاحمرار الذي يعتلي إحدى وجنتيها شكل بقعة كبيرة ذات لون بني فاتح في حجم بصمة اليد. لقد كانت وحمة يأسف الناس لوجودها؛ إذ لولاها لصارت أجنيس أجمل. لا يكاد والتر يتحمل النظر إلى تلك الوحمة، ليس لأنها قبيحة المنظر؛ بل لأنه كان يشتاق إلى لمسها، إلى أن يتحسسها بأطراف أصابعه. لم تكن تبدو مثل الجلد العادي، ولكن مثل قطعة من القطيفة على جلد غزالة. ومن شدة اضطراب مشاعره تجاه أجنيس، كان لا يستطيع أن يتحدث إليها إلا حديثا منفرا، هذا إن تحدث إليها من الأساس. وما كان منها إلا أن تبادله بقدر مناسب من الازدراء. •••
كانت أجنيس تعتقد أنها في الماء وأن الأمواج تارة ترفعها إلى أعلى وتارة تلقيها إلى أسفل. كل مرة كانت تلقيها فيها الأمواج إلى أسفل كانت أسوأ من المرة التي قبلها، وكذلك أعمق وأبعد، وكانت لا تشعر بالراحة إلا لبرهة قبل أن تلتقطها الأمواج مرة أخرى، التي كانت تستجمع قواها لتتقاذفها مرة أخرى.
أحيانا كانت تعرف أنها ترقد في فراش، فراش غريب في شكله وفي نعومته، لكنه سيئ جدا؛ لأنها عندما كانت تغوص فيه، لم تكن تجد أي مقاومة؛ لا تجد موضعا صلبا حيث يتوقف معه الألم. وهنا، أو في المياه، لا ينقطع الناس عن الاندفاع جيئة وذهابا من أمامها. كانت تراهم كلهم من الجانب، وكانوا واضحين تماما، يتحدثون بسرعة كبيرة، حتى إنها لم تستطع أن تتبين ما يقولونه جيدا ، وكانوا يتجاهلونها، وكان هذا خبثا منهم. رأت أندرو في وسطهم اثنين أو ثلاثة من إخوتها. بل رأت من بينهم كذلك بعض الفتيات التي كانت تعرفهن، وهن صديقاتها اللائي اعتادت أن تمرح معهن في بلدة هويك. ولم يهتممن بالنظر إليها أو حتى إعطائها بنسا واحدا لما هي فيه من شدة الآن.
صرخت فيهن طالبة منهن الابتعاد عنها، ولكن لم تعرها أي منهن أي انتباه، ورأت المزيد منهن قادمات عبر الحائط مباشرة. لم تكن تعرف من قبل أن لها أعداء كثيرين جدا. لقد كانوا يسحقونها ويتظاهرون بأنهم لا يفعلون شيئا البتة. حركتهم هذه كادت تسحقها حتى الموت.
مالت أمها نحوها وقالت بصوت بارد وضعيف ومتثاقل: «أنت لا تحاولين، يا بنيتي! لا بد أن تحاولي بقوة أكبر.» كانت أمها ترتدي ملابس مهندمة، وتتحدث بأسلوب لطيف مثل سيدات إدنبرة.
سكبت مادة رديئة الطعم في فمها، وأخذت تحاول أن تلفظها معتقدة أنها سم.
Page inconnue