La vue depuis le rocher du château
المنظر من صخرة القلعة
Genres
وقد تحقق ما أرادت؛ ففي خلال فترة قصيرة جدا، تزوج هو وسيدة متجر الأقمشة. ولم يمر وقت طويل على هذا الزواج حتى كانت جدتي - سيلينا - قد تزوجت هي الأخرى من جدي. واختارت لزفافها نفس التوقيت الذي اخترته أنا، وهو منتصف الشتاء.
ولد طفل ليو - إن كان طفله، وفي الغالب أنه كان كذلك - في نهاية الربيع وتوفي فور ولادته، ولم تستمر والدته في الحياة بعده لأكثر من ساعة.
وبعد فترة وجيزة وصل خطاب موجه إلى تشارلي، ولكنه لم يكن لها على الإطلاق؛ فقد كان بداخله خطاب آخر من المفترض أن تحمله إلى سيلينا.
قرأت سيلينا الخطاب وأخذت تضحك وقالت: «أخبريه أنني حبلى»، على الرغم من عدم ظهور أي معالم عليها، وكانت تلك هي أول مرة تعرف فيها تشارلي بأمر حملها. «وأخبريه أن آخر شيء أحتاج إليه هو تلقي مزيد من الخطابات البلهاء من شخص مثله.»
كان الطفل الذي تحمله آنذاك هو أبي، الذي ولد بعد عشرة أشهر من الزفاف في ولادة متعسرة إلى حد كبير للأم. وكان الطفل الوحيد الذي ولد لها ولجدي. سألت الخالة تشارلي عن السبب، هل ثمة إصابة ما لحقت بجدتي، أم كانت هناك مشكلة وراثية جعلت في الإنجاب خطورة كبيرة على حياتها؟ قلت إنها بالطبع لم تكن تعاني من مشكلة في الحمل، وإلا ما كانت قد حملت بأبي بعد شهر من الزواج.
ساد بعض الصمت، ثم قالت الخالة تشارلي: «لا أعرف شيئا عن ذلك.» لم تكن تهمس، بل تحدثت بصوت طبيعي مرتفع وبعيد قليلا، ظهرت به نبرة بسيطة من الجرح أو التوبيخ.
لم هذا الانسحاب؟ ما الذي جرحها؟ أعتقد أنه سؤالي الطبي، واستخدامي لكلمة مثل «حمل». فقد كنا على أعتاب عام 1951، وكان زواجي وشيكا، وها هي تخبرني للتو بقصة عن الحب وحمل غير موفق. ولكن لم يكن ليجدي نفعا، ولم يجد نفعا، لامرأة شابة - بل لأي امرأة - أن تتحدث بهذا البرود، والاطلاع، والوقاحة، عن تلك الأشياء، «الحمل».
ربما كان ثمة سبب آخر لرد الخالة تشارلي لم يدر بخلدي وقتها. فلم ترزق الخالة تشارلي والعم سيريل بأطفال قط، وحسب علمي لم يكن ثمة حتى حمل؛ لذا ربما أكون قد تعثرت بمنطقة حساسة.
بدا للحظة وكأن الخالة تشارلي لم تكن تعتزم مواصلة قصتها. كانت تبدو وكأنها قد قررت أنني لست جديرة بمعرفتها. ولكن بعد لحظة لم تستطع أن تتمالك نفسها واستمرت في سردها.
بعد ذلك سافر ليو، وحقق نجاحا كبيرا في حياته. فعمل مع فريق لتجارة قطع الأخشاب وإعدادها للتصنيع في أونتاريو الشمالية. وذهب للعمل في الحصاد وأصبح أجيرا في الغرب. وحين عاد بعد سنوات، جاء وبصحبته زوجة، وفي مكان ما تعلم نجارة المنازل وتسقيفها؛ ومن ثم عمل في هذا المجال. كانت الزوجة شخصية لطيفة، وكانت تعمل بالتدريس. في مرحلة ما من رحلتهما معا، أنجبت طفلا، ولكنه توفي مثل طفل ليو السابق. عاشت هي وليو في البلدة، ولم يكونا يذهبان إلى أي كنيسة محلية؛ إذ كانت تنتمي إلى ديانة غريبة من نوعية الديانات التي لديهم في الغرب؛ ومن ثم لم يتسن لأحد أن يتعرف عليها عن كثب، حتى إن أحدا لم يعرف أنها مصابة بسرطان الدم إلا قبل وفاتها به بفترة قصيرة. وكانت تلك هي أول حالة سرطان دم سمع بها الناس في هذا الجزء من البلاد.
Page inconnue