Logique et philosophie des sciences
المنطق وفلسفة العلوم
Genres
أسماه «مدينة أوراني» (وهو اسم إلهة الفلك)
Uranieborg
وظل طوال عشرين عاما، وبمعونة تلاميذه العشرين، يجمع ملاحظات أكملها بعد ذلك في هلشتين
Holstein
تحت رعاية الإمبراطور «رودولف» حين طرد من البلاد، فاضطر إلى مبارحة جزيرته ومعداته ووطنه الأصلي، ثم اتخذ لنفسه معاونا أصبح بعد ذلك خليفة له، وهو كبلر (1571-1630م) وبعد وفاته، استغل كبلر ملاحظاته ليحدد مدار كوكب المريخ، وكان يظن في أول الأمر أن هذا المدار دائري، ولكن الظواهر كذبت هذا الظن، والحق أن هذا التكذيب كان بفارق ضئيل للغاية، هو فارق دقائق في القوس، أي ربع القطر الظاهر للشمس، ولكن كما قال كبلر: «إن الكرم الإلهي قد جعل لنا في شخص «تيكو» ملاحظا بلغت دقته حدا يستحيل معه أن نتصور خطاه في ثماني دقائق». وهكذا عاد إلى البحث عن المدار الحقيقي للمريخ، وبعد عناء دام تسع سنوات «كاد يبلغ حد الجنون» جرب في خلالها تسعة عشر مدارا مختلفا، اهتدى أخيرا إلى المدار البيضاوي، واستطاع أن يضع «قانونه الأول» المشهور ونصه «إن كوكب المريخ (وفيما بعد طبق هذا القانون ذاته على كل الكواكب) يرسم مدارا بيضاوي الشكل تقع الشمس في أحد مركزيه».
3
ومن هذا المثال يتبين لنا أن العلم يتطلب صفات أخلاقية، وينطوي على نوع من الزهد، ففي النصف الثاني من القرن السابع عشر كانت قد توافرت للعلماء منظارات فلكية رائعة، ولكن كان يصعب استخدامها إلى حد بعيد؛ فقد كان الهدف مثبتا في طرف عصا تدور حول محور رأسي، وكان على المرء أن يوجه الهدف إلى النجم عن طريق إدارة العصا، ثم يتأمل، من خلال عدسة تمسك باليد، الصورة الحقيقية التي يصل إليها على هذا النحو، وكانت هذه الآلة الفجة هي التي استعملها أبناء كاسيني
Cassini
4
بالليل في حدائق مرصد باريس، وقضوا السنين الطوال يجمعون ملاحظاتهم وأقيستهم التي أدت إلى تطبيق قوانين كبلر الثلاث على كل الكواكب وعلى توابعها، فوضعوا بذلك أساس علم الفلك الحديث.
Page inconnue