Logique et philosophie des sciences
المنطق وفلسفة العلوم
Genres
ذلك لأن موضوع التصورات الجماعية يمكن أن يطرق من زوايا متباينة. (ب) النظم
على أن هذه التصورات، من ناحية أخرى، تستمر في البقاء وتتوارث، عن طريق إدراجها في نظم اجتماعية؛ فالتصورات التشريعية مثلا تقنن في سجلات من القوانين تقتضي دراسة للقانون، ويطبقها قضاة، ويحميها رجال الأمن ... إلخ. وبهذا المعنى يكون علم الاجتماع هو علم النظم الاجتماعية. والذي لا شك فيه أن تعريف النظام
intitution
ليس بالأمر الهين. ومع ذلك فمن الممكن التعرف عليه، كما يقول «مالينوفسكي» بناء على ما ينطوي عليه من مثل عليا أو معايير يرمي إلى تطبيقها، ومن ميثاق يقوم على أساسه، ومجموعة من الأشخاص يستخدمها النظام، ومادة يستعملها، ولكن الأساس هو أن النظام ينظم، أعني أنه يخلع على الحياة الاجتماعية صورة محددة، ويضفي عليها الطابع الذي يمكن وصفه بأنه رسمي، جماعي، متعارف عليه، والذي تتميز به الظواهر الاجتماعية.
والبحث في النظم يسمح بتقسيم العمل في مجال علم الاجتماع: فمن الممكن في الواقع تقسيم النظم إلى طوائف كبرى معينة، كالنظم السياسية، والاقتصادية، والتشريعية، والفنية، والدينية ... إلخ، وكل هذه المجالات يسمح بقيام دراسة خاصة (هذا، بطبيعة الحال. على شرط ألا نغفل أبدا ما بين هذه النظم من علاقات متبادلة في كل مجتمع معين، وندرك ما بين العادات الخلقية، والدين، والاقتصاد مثلا، من سببية متبادلة تؤثر بها كل منها في الأخرى دائما). وهكذا يمكننا أن نتحدث عن علم اجتماع ديني، وعلم اجتماع اقتصادي، وعلم اجتماع جمالي ... إلخ؛ بل نستطيع المضي في هذا التقسيم إلى أبعد من ذلك ونلمح «سمات حضارية» كما في الأساليب العملية للأخلاق، والمعتقدات الدينية، واستخدام أداة ما، وغيرها، ونتابع تاريخها في الزمان وتوزيعها في المكان خلال ظواهر الاقتباس والانتشار. (ج) بحث الأشكال الاجتماعية
la morpholgie social
وأخيرا فإن دوركيم لم يغفل عن هذه الحقيقة، وهي أن الظاهرة الاجتماعية، والتصورات الجماعية والنظم التي تتجسد فيها، تقوم في أساسها ومبدئها على ظاهرة التجمع، والشكل الذي يتخذه هذا التجمع من الوجهة المكانية. فعلم الاجتماع هو أولا دراسة للأشكال الاجتماعية، وذلك لأن سمات المجتمع والتصورات التي تعبر عنه وتدعمه تتوقف إلى حد بعيد على الظواهر الخاصة بالسكان: أي على عدد السكان وحجمهم وكثافتهم، والطريقة التي يمكن بواسطتها تحقيق الازدهار والتداول في السلع والأفكار. ويؤدي البحث في التركيب المادي للجماعة، والشروط المادية لحياتها، إلى البحث في السكان من جهة الديموجرافيا
démographie
من جهة، وإلى البحث في علم البيئة
ecologie
Page inconnue