La logique illuminative chez Suhrawardi
المنطق الإشراقي عند السهروردي المقتول
Genres
12
ولقد قرأ هذه المادة وأفاد منها، وتتلمذ على بعض شيوخها، ثم أخذ يخرج بدوره سلسلة متصلة من الكتب والرسائل، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: (1) رسالة اللمحات في الحقائق
التزم السهروردي هنا في «اللمحات» بالتقسيم الثلاثي التقليدي للعلوم الفلسفية من منطق وطبيعيات وميتافيزيقا؛ ففي المنطق يعني التعريف والقضايا والقياس والبرهان دون أن يهمل مبحث المغالطات،
13
وفي الطبيعيات يعالج المادة والجسم والصورة والهيولى، والزمان والمكان. ويعد علم النفس جزءا من الطبيعيات على نحو ما صنع المشاءون العرب، ويفرق بين النفس والبدن، وبين الإدراك الحسي والإدراك العقلي، ويقف طويلا عند النفس الناطقة ومشكلة الخلاص التي هي هدفه الأسمى؛
14
وفي الميتافيزيقا يفصل القول في مشكلة الواحد والتعدد، ونظريتي الصدور والعقول العشرة.
15
ويختم الرسالة بحديث عن النبوة والأحلام والتناسخ، وليس له في كل هذا إلا أن يردد ما قال به مشاءو العرب، فيما عدا بعض أسماء جديدة لمسميات ثابتة، أو إضافات لا تخلو من نقد وملاحظة.
وباختصار أن يرد جل ما ورد على لسانه من بحث فلسفي إلى أصول مشائية، وهذا يدل على أنه بدأ حياته فيلسوفا مشائيا يعتمد على مضامين الفلسفة المشائية؛ وذلك لاعتقاده بأن الفيلسوف الإشراقي لا بد من أن يلم إلماما تاما بالمنطق والفلسفة المشائية، لما لهما من قيمة كبرى وخطر عظيم وأثر كبير في إعداد طلاب الحكمة وتثقيفهم.
Page inconnue