La logique illuminative chez Suhrawardi
المنطق الإشراقي عند السهروردي المقتول
Genres
والواقع أن هذه الحملة على السهروردي تدعو إلى التساؤل: هل هي وليدة خصومة شخصية وتباين في الميول والطباع، أم ثمرة خلاف مذهبي؟
في الحقيقة ذهب بعض المستشرقين، من أمثال ماكس هورتن
M. Horten
وغيره، إلى أن مقتل السهروردي يرجع إلى أسباب سياسية. يقول «هورتن» ما نصه: «إن مذهب السهروردي ينطوي على إحياء المذهب الإسماعيلي القائل بأن أبناء علي هم صور للتجلي الإلهي، ولهذا أعتبر ثائرا سياسيا يعمل على قلب النظام، وكان مصيره كمصير الحلاج من قبل.»
27
ويوافق بعض الباحثين على هذا الرأي؛ فنجد الدكتور عبد الرحمن بدوي يقول إنه «لولا اتصال السهروردي بالملك الظاهر، وما خشيه السلطان من تأثير هذه الصلة على المذهب السني الذي كان يمثله صلاح الدين، لظل السهروردي طليقا حرا يفكر كما يشاء. ونفس ما حدث ل «السهروردي» حدث للحلاج من قبل، فلولا أن الحلاج قد زج بنفسه في التيارات السياسية المضطربة في عصره ومصره بين الشيعة والحنابلة، واتصاله برجال السياسة، لما حدث له شيء مما حدث من تعذيب أو صلب . أما أن تكون أسباب اتهامه هي مسائل ترجع إلى آرائه، فلم يكن إلا تكأة استند إليها السلطان فحسب، وإن في وسعه أن يجد غيرها لينكل به كما فعل لو لم توجد هذه الآراء.»
28
وإذا كان بعض المستشرقين والباحثين يرجع حادث مقتل السهروردي إلى أسباب سياسية، فإن هناك أسبابا أخرى يجب ألا نغفل عنها، وهي أن جرأة السهروردي وقسوته على معارضيه هي التي جنت عليه، وهذا الشهرزوري تلميذ السهروردي أقوى شاهد إثبات؛ حيث فصل القول في هذا تفصيلا تاما، وأظهرنا على أن السهروردي كان يصرح في البحوث بعقائد الحكماء، لأنه كان صارما في جدله، مفحما في حجته، لا يأخذ خصومه في هوادة، ولا يخاطبهم في لين.
29
هذا بالإضافة إلى ما كان يظهره بقوة روح القدس، وما نسب إليه من العظائم، وأنه ادعى النبوة، فكل ذلك كان سببا في أن يجمع الفقهاء أمرهم على تكفيره وإباحة دمه، والحكم عليه بالقتل. ولكن الشهرزوري يرى أن السهروردي بريء من ذلك.
Page inconnue