Le Manuscrit du Guide

Cabd Karim Fakun d. 1073 AH
93

Le Manuscrit du Guide

Genres

فلما أحضره بين يديه تلكا(1) عنه وأبى أكله وتناول من بسيسته التي جعلها حبالا الصطياد، فحاوله اللص على الأكل وأقسم عليه، فقال له : يا ولدي إنا لا نأكل طعامكم! فتأسف اللص على عدم أكله ورأى أنه ربما يناله مكر من تجنب هذا الولي اعلى زعمه، لطعامه . فلما أن أصبح الصباح أرسل إليه أن يعطيه الفرس الفلانية أوا اغلة أو نحوها مما كثر ثمنه، فتعجب اللص من ذلك، وقيل لي إما أن أتى هو إليه أوال اقال لأحد زبانيته : يا عجبا من سيدي فلان لقمة(2) وطرف لحم يأبى يأكلهما/ وفرس 126.

او بغل أو بعير حلال له يطلبه! فانظر إلى هذه الفضيحة التي فضحه الله بها في الدنيا اوأطق بها لسان الظالم وأعمى بصيرة هذا الخبيث عن مراعاتها والاهتداء إلى الاتعاظ اقوارعها، إلا أن من يضلل الله فما له من هاد.

و ذكر علماء الصوفية أن تجنب طعام الظلمة لوجوه: أحدهاما في إرضائهم من الموالاة(3) التي لا تحل مع ما هم عليه من الظلم.

الثاني ما فيه من إغرائهم على المنتسبين إما سوء الظن بالجهل لاعتقادهم احرمة ما بأيديهم وأن ما يأكله لا خلاق له فيستهزئون بهذا الشحخص بل بكل جتسه الأجل ذلك، وإما بجعله حجة على غيره ممن لا يقدر أن يتوسع توسعه لورع أو نحو فيؤدي لذلك.

الثالث ما فيه من إعانتهم على ما هم فيه إذ يرون أنفسهم من أهل الخير وويقولون نحن كذا ونحن كذا ولو رأى فلان فينا ما يكره ما أكل طعامنا، إلى غير ذلك الا سيما إن وجد لهم وجها في إياحة ذلك وتجرأ(4) على الله بنسبتهم إلى أهل الله من اجل ذلك، كما يفعله بعض من وهن في قلبه، والعياذ بالله.

الرابع ما في ذلك من ميل النغوس لهم، فقد قال عليه السلام : "اللهم لا اجعل لمنافق علي يدا/ فتحبه نفسي".

(1) في الأصل (تلكى) .

2) من كلمة (لقمة ... إلى يطلبه) تعبير أقرب إلى الدارجة على لسان الرجل البادي . ووطرف لحم" يعني اجزءا أو قطعة من اللحم.

(3) في الأصل (الموالات).

(4) في الأصل (تجرى).

Page inconnue