الناظر لئلا يتشوش ذهنه عند قراءته لما ذكر ، ولئلا يخلو هذا التأليف من نكت حسان وسيتضح - إن شاء الله - ذلك للعيان.
- [التعريف بأبي عبد الله محمد البوزيدي، رحمه الله، امين] حصد البوزيدي ممن لقيناه وتصدى للمتدريس بقسنطينة أبو عبد الله محمد البوزيدي كان يقرا اع قائد الشيخ السنوسي وتدرس (1) فيها بجامع قصبة البلد وبغيره، وكان له إقراء في ابن الحاجب. ولما قدم الشيخ التواتي واستوطن البلد المذكور جلس بين يديه للقراءة ولازمه مدة مع / جملة أصحابه، وكان ذا ترفع على غيره ودعوى عريضة خصوصا في 1166 اعلم التوحيد. وكان يقال عليه أنه يصرح في مجلسه بأن المقلد غير مؤمن، وربما ايقل عنه أنه يجاهر بأن العامة مختلف في إيمانهم، فكان له بينهم انسفال فتعلق بأهل القصبة(2)، واجتمعوا عليه وصار له فيهم مكان عال، ووضع من قدره عندهم حين اكن الشيخ التواتي بالمدينة(2) وهرعت الناس إليه وعكف كلهم إذ ذاك على تعظيم ه ريفهم ومشروفهم ووكان البوزيدي المذكور ممن لست (4) عنده في ورد ولا صدر ويرمقني دائما ابعين الاحتقار لما يرى من نفسه من كمال الإدراك والمعرفة، وربما وجدني مع بعض أصحابنا نتكلم في بعض المسائل فيعرض عنا ولا يبالي بنا فاتفق، والحمد لله، أن اطلبني مرارا للقراءة علي في الألفية والح غاية الإلحاح، فامتنعت منه ومنعته لما عرض الي من الشغل، وصار يتكرر إلي في المسائل النحوية والفقهية، وربما يأتيني(5) بتقاييد اله فأردها عليه في الفقه، ويسألني جواب مسائل فيه فأقيده جوابها.
(1) كذا (تدرس) ولعل صوابها (يدرس).
2) يشير المؤلف (بأهل القصبة) إلى أصحاب النفوذ والسلطة الحاكمة، لأن مقر الحكم كان بالقصبة ، بينما (العامة) كانت بالمدينة.
(3) أي في الأحياء الشعبية.
(4) كلمة غير واضحة جيدا، وقد قرأناها (لست).
(5) في الأصل (يأتني).
Page inconnue