تعريف المعتزلة للعدم: المعدوم شيء، ولقد أحدث الشحام القول، بأن المعدوم شيء وذات، وعين، وأثبت له خصائص المتعلقات فى الوجود، مثل قيام العرض بالجوهر، وكونه، عرضا، ولونا، وكونه سوادا وبياضا.
الشرط الأساسى للمعدوم: إن المعدوم «الممكن» «1»، هو شيء، بمعنى ثابت متقرر في الخارج، منفكا عن صفة الوجود، وبهذا يكون المعدوم- حسب قولهم- شيئا، قبل أن يتحقق في الوجود، وعلى شرط أن يكون في امكانه، أن يقبل الوجود، وإلا فلن يكن شيئا، ولن يتحقق أبدا.
وفيما يتعلق بالمعدوم ينقسم المعتزلة إلى فريقين:
الفريق الأول: يرى أن المعدوم ذات فقط، وهؤلاء هم البغداديون ويقولون: إن المعدوم شيء ومعلوم، وليس بجوهر ولا عرض، والمقدورات مقدورات قبل كونها، والمعلومات معلومات قبل كونها. ويرى هؤلاء، صفة واحدة للمعلوم وهي الشيئية.
وهذه الفكرة- فكرة المعدوم المعرى عن كل صفة، ما عدا الذاتية- تذكرنا بالهيولى التى قال بها أرسطو، وهي عنده: المادة الخالية من كل صورة، والتى يمكنها أن تقبل كل صورة عند الوجود، وتزعم المعتزلة كما زعم أرسطو، أن هذه المادة الأولى قديمة.
ويرى الفريق الثاني أن المعدوم ذات وصفات وتنقسم الصفات إلى:
صفات جوهرية: وهى
1 - الجوهرية،
2 - الوجود، يمنحها الله،
3 - التحيز (الكون)
والرابعة: الصفة المعللة بالتحيز بشرط الوجود.
صفات عرضية: وتتمثل في قبول الذات للأعراض (صفة العرضية)، صفة تحيز العرض في الذات، لأن لكل عرض مكان، ومكان العرض هنا هو الذات.
Page 136