La source abondante en construction de l'inconnu

Muhammad b. Zahirat al-Qurasi d. 910 AH
89

La source abondante en construction de l'inconnu

المنهل المأهول بالبناء لالمجهول

Chercheur

عبد الرزاق بن فراج الصاعدي

Maison d'édition

الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة

Numéro d'édition

السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ

Genres

ولهذا فإن من الطرق العظيمة الدالة على شمول معنى الحمد وتناوله لجميع الأشياء معرفة العبد لأسماء الرب - تبارك وتعالى - وصفاته، وإقراره بأن للعالم إلها حيا جامعا لكل صفة كمال، واسم حسن وثناء جميل وفعل كريم، وأنه سبحانه له القدرة التامة والمشيئة النافذة والعلم المحيط، والسمع الذي وسع الأصوات، والبصر الذي أحاط بجميع المبصرات، والرحمة التي وسعت جميع المخلوقات، والملك الكامل الذي لا يخرج عنه ذرة من الذرات، والغنى التام المطلق من جميع الجهات، والحكمة البالغة المشهودة آثارها في الكائنات، والعزة الغالبة بجميع الوجوه والاعتبارات، والكلمات التامات النافذات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من جميع البريات، واحد لا شريك له في ربوبيته ولا في إلهيته، ولا شبيه له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وليس له من يشركه في ذرة من ذرات ملكه، وهو - سبحانه - قيوم السموات والأرضين إله الأولين والآخرين، ولا يزال - سبحانه - موصوفا بصفات الجلال، منعوتا بنعوت الكمال، منزها عن أضدادها من النقائص والعيوب، فهو الحي القيوم الذي لكمال حياته وقيوميته لا تأخذه سنة ولا نوم، مالك السموات والأرض الذي لكمال ملكه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، العالم بكل شيء الذي لكمال علمه يعلم ما بين أيدي الخلائق وما خلفهم، فلا تسقط ورقة إلا بعلمه، ولا تتحرك ذرة إلا بإذنه، يعلم دبيب الخواطر في القلوب حيث لا يطلع عليه الملك، ويعلم ما سيكون منها حيث لا يطلع عليه القلب، البصير الذي لكمال بصره يرى تفاصيل خلق الذرة الصغيرة وأعضاءها ولحمها ودمها ومخها وعروقها، ويرى دبيبها على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، ويرى ما تحت الأرضين السبع، كما يرى ما فوق السموات السبع، السميع الذي قد استوى في سمعه سر القول وجهره، وسع سمعه الأصوات فلا تختلف عليه أصوات الخلق ولا تشتبه

Page 279