La source abondante en construction de l'inconnu

Muhammad b. Zahirat al-Qurasi d. 910 AH
18

La source abondante en construction de l'inconnu

المنهل المأهول بالبناء لالمجهول

Chercheur

عبد الرزاق بن فراج الصاعدي

Maison d'édition

الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة

Numéro d'édition

السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ

Genres

فإن لا إله إلا الله معناها: لا معبود حق إلا إله واحد، وهو الله وحده لا شريك له، والإله في اللغة هو المعبود، ولا إله إلا الله: أي لا معبود حق إلا الله كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} مع قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (1) فتبين بذلك أن معنى الإله هو المعبود، وأن لا إله إلا الله معناها إخلاص العبادة لله وحده واجتناب عبادة الطاغوت، ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكفار قريش: "قولوا لا إله إلا الله" قالوا: {أجعل الآلهة إله واحدا إن هذا لشيء عجاب} (2) وقال قوم هود لنبيهم لما قال لهم: قولوا: لا إله إلا الله، قالوا: {أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا} (3) قالوا ذلك وهو إنما دعاهم إلى لا إله إلا الله؛ لأنهم فهموا أن المراد بها نفي الألوهية عن كل ما سوى الله وإثباتها لله وحده لا شريك له، ف لا إله إلا الله اشتملت على نفي وإثبات، فنفت الإلهية عن كل ما سوى الله - تعالى -، فكل ما سوى الله من الملائكة والأنبياء فضلا عن غيرهم فليس بإله، وليس له من العبادة شيء، وأثبتت الإلهية لله وحده، بمعنى أن العبد لا يأله غيره، أي: لا يقصده بشيء من التأله، وهو تعلق القلب الذي يوجب قصده بشيء من أنواع العبادة كالدعاء والذبح والنذر وغير ذلك.

Page 208