La source abondante en construction de l'inconnu

Muhammad b. Zahirat al-Qurasi d. 910 AH
105

La source abondante en construction de l'inconnu

المنهل المأهول بالبناء لالمجهول

Chercheur

عبد الرزاق بن فراج الصاعدي

Maison d'édition

الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة

Numéro d'édition

السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ

Genres

وبهذا التحقيق الذي ذكره - رحمه الله - يتبين ضعف هذه الصيغة في الحمد من جهة الرواية، وأنها لو كانت صحيحة ومشتملة على أكمل الصيغ لما عدل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما آثر غيرها عليها، قالت عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك"، رواه أبو داود وغيره.

وسبق أن مر معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الدعاء الحمدلله"، وبهذا يعلم أن هذه الصيغة في الحمد لو كانت أكمل لما تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم إنه - أيضا - لا يمكن للعبد أن يحمد الله حمدا يوافي نعمة واحدة من نعم الله، فضلا عن موافاته جميع نعم الله، ولا يمكن أن يكون فعل العبد وحمده له مكافئا للمزيد، قال ابن القيم - رحمه الله -: "فهذا من أمحل المحال، فإن العبد لو أقدره الله على عبادة الثقلين لم يقم بشكر أدنى نعمة عليه

....

فمن الذي يقوم بشكر ربه الذي يستحقه - سبحانه - فضلا عن أن يكافئه".

وقال - رحمه الله -: " ... ولكن يحمل على وجه يصح، وهو أن الذي يستحقه الله - سبحانه - من الحمد حمدا يكون موافيا لنعمه ومكافئا لمزيده وإن لم يقدر العبد أن يأتي به".

وأحسن من هذا وأكمل ما ثبت في صحيح البخاري وغيره عن أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: "الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي، ولا مودع، ولا مستغنى عنه ربنا"، فلو كانت تلك الصيغة وهي قوله: "حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده"أكمل وأفضل من هذه لما عدل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يختار إلا الأفضل والأكمل.

Page 295