La source abondante en construction de l'inconnu
المنهل المأهول بالبناء لالمجهول
Chercheur
عبد الرزاق بن فراج الصاعدي
Maison d'édition
الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة
Numéro d'édition
السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ
Genres
Vos recherches récentes apparaîtront ici
La source abondante en construction de l'inconnu
Muhammad b. Zahirat al-Qurasi d. 910 AHالمنهل المأهول بالبناء لالمجهول
Chercheur
عبد الرزاق بن فراج الصاعدي
Maison d'édition
الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة
Numéro d'édition
السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ
Genres
وبهذا التحقيق الذي ذكره - رحمه الله - يتبين ضعف هذه الصيغة في الحمد من جهة الرواية، وأنها لو كانت صحيحة ومشتملة على أكمل الصيغ لما عدل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما آثر غيرها عليها، قالت عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك"، رواه أبو داود وغيره.
وسبق أن مر معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الدعاء الحمدلله"، وبهذا يعلم أن هذه الصيغة في الحمد لو كانت أكمل لما تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم إنه - أيضا - لا يمكن للعبد أن يحمد الله حمدا يوافي نعمة واحدة من نعم الله، فضلا عن موافاته جميع نعم الله، ولا يمكن أن يكون فعل العبد وحمده له مكافئا للمزيد، قال ابن القيم - رحمه الله -: "فهذا من أمحل المحال، فإن العبد لو أقدره الله على عبادة الثقلين لم يقم بشكر أدنى نعمة عليه
فمن الذي يقوم بشكر ربه الذي يستحقه - سبحانه - فضلا عن أن يكافئه".
وقال - رحمه الله -: " ... ولكن يحمل على وجه يصح، وهو أن الذي يستحقه الله - سبحانه - من الحمد حمدا يكون موافيا لنعمه ومكافئا لمزيده وإن لم يقدر العبد أن يأتي به".
وأحسن من هذا وأكمل ما ثبت في صحيح البخاري وغيره عن أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: "الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي، ولا مودع، ولا مستغنى عنه ربنا"، فلو كانت تلك الصيغة وهي قوله: "حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده"أكمل وأفضل من هذه لما عدل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يختار إلا الأفضل والأكمل.
Page 295