325

[بيان ضعف احتجاج القائلين بجواز إعادة المعدوم

* على الجواز بالآيات والروايات]

ثم إنه بما ذكرناه هنا مع ما أسلفناه فيما تقدم يظهر ضعف احتجاج القائلين بجواز إعادة المعدوم على الجواز بالآية والحديث ، كقوله تعالى :

( وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ) (1)

وقوله تعالى : ( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ). (2)

وقوله تعالى : ( كما بدأكم تعودون ). (3)

وأمثال ذلك من الآيات

وكقول علي عليه السلام : «عجبت لمن أنكر النشأة الاخرى وهو يرى النشأة الاولى». (4)

وأمثاله من الأخبار ، كما وقع لبعض القائلين بالجواز.

أما الاحتجاج بالآية الاولى ، فلأن الاحتجاج بها عليه ، إنما هو مبني على أن يكون معنى الأهونية في الآية ، هو ما ادعاه الشارح المذكور تبعا للقائلين بجواز إعادة المعدوم ، وقد عرفت عدم صحة هذا المعنى ، ومع ذلك فالآية غير صريحة ولا ظاهرة في الأهونية بهذا المعنى حتى يجب تصحيحها ، بل يمكن حملها على معنى آخر لا يكون مؤيدا للقول بجواز الإعادة ، ولا يكون منافيا أيضا للقول بامتناعها ، وهو حملها والله أعلم على أنه إذا جاز بدء الخلق وإنشاؤه ابتداء من غير مادة وعن لا شيء وإخراجه عن كتم العدم ،

Page 374