حدثني زيد بن علي عليه السلام قال: ((إذا كان الإمام في قلة من العسكر لم يجب عليه قتال أهل البغي، فإذا كان أصحابه ثلثمائة وبضعة عشر عدة أهل بدر وجب عليهم القتال، ولم يعذروا بترك القتال، فإنه ليس من الأعمال شيء أفضل من جهادهم)).
هذا التحديد ذكره السيد صارم الدين في (حاشيته على المجموع) ونسبه إلى الإمام زيد بن علي ، وفي رسالة السيد الشريف علي بن الحسين بن يحيى المعروفة ب((التصفية في الرد على الحمزية وشيعتهم الشتوية)) ما لفظه: ((وقال أبو العباس فيما حكاه الإمام زيد بن علي في (مجموع الفقه) من أن الإمام إذا كان في قلة من العدد لم يجب عليه قتال أهل البغي، فإذا كان أصحابه ثلثمائة وبضعة عشر عدد أهل بدر قاتلهم)). انتهى.
وذكره الإمام زيد بن علي فيما يجب به التغيير أي إذا كثر العدو، وذكره في (الجامع الكافي) بلفظه، وفيه: ((عن محمد بن منصور قال: سألت الإمام عبد الله بن موسى متى يجب على الإمام التغيير ؟ قال: إذا كان معه ثلثمائة وثلاثة عشر عدد أهل بدر.
وروى محمد بن منصور، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: يجب على أهل الأرض التغيير إذا كان معه ثلثمائة وثلاثة عشر)) انتهى.
قال في ((المنهاج الجلي)): وكلامه عليه السلام يتضمن مسائل :
الأولى: أنه لا يجب قتالهم مع القلة، والوجه في ذلك أن ذلك يكون تعرضا لذل المسلمين حينا لأمرهم، وإظهارا لضعفهم، وتقوية لعدوهم، وهذا خلاف ما هو المراد بجهادهم.
Page 51