[الفرضيون]
الأول: أن الفرضيين يطلقون عموما على العارفين بها وخصوصا على من أسندت إليهم الفرائض وتكلموا في جميع أصولها وفروعها واتبعهم أهل الإسلام، وهم الأربعة، الذين هم: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه واتبع قوله أئمة الآل، والزيدية، والهادوية، والحنفية، وأكثر أهل العراق ومن وافقهم، وزيد بن ثابت رضي الله عنه واتبع قوله الشافعي، ومالك، وأتباعهما، وأهل الحجاز، ومن وافقهم.
وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما واتبع قوله بعض أهل العراق ومن وافقهم.
وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه واتبع قوله بعض أهل العراق أيضا ومن وافقهم، وتمسك كل فريق بأدلة وردت فيمن تمسكوا بكلامه، دالة على الترغيب في اتباعه وترجيح قوله على قول غيره عند الإختلاف، وهي مبسوطة في كتب السنة لمن أراد الإطلاع عليها.
ولا ينبغي للفرضي أن يجهل كلامهم، لأن مدار هذا الفن مأخوذ من أقوالهم، والمؤلفات تشهد بذلك.
ولما رواه الشيخ العصيفري وغيره، أن هؤلاء الأربعة إذا أجمعوا في مسألة أجمعت عليها الأمة، وإذا اختلفوا في مسألة اختلفت عليها الأمة، إلا مسألة الأخوة لأم، فعبد الله بن العباس جعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وأجمعت الأمة بعده أنه لا يفضل الذكر على الأنثى، وسيأتي إن شاء الله .
وأما ما يروى أن أبا بكر، وعمر، وعثمان ومعاذ، وعائشة ممن تقول في الفرائض ففي مسائل مخصوصة.
الثاني: إن لثبوت الميراث أسبابا وشروطا وأركانا وموانع.
Page 188