وأجاب الجمهور عن حجج الأولين بأن مسألة بدر وطالوت مقطوع لهما بالنصر ولو كانوا دون ذلك العدد مع الوثوق بهم وحصول الاستقلال بهم في المعونة وللإخبار لهما من الله بالنصر ونزول الملائكة عليهم السلام يوم بدر للجهاد أكثر من المشركين بأضعاف كثيرة لنصوص الأدلة بذلك في غير آية، وهي أول وقعة في المشركين أعز الله بها الإسلام وأهان الكفر، وهي مبسوطة في كتب المغازي، والسير، والتفاسير، لمن أراد أن يعرف ما فيها من آيات الله العجيبة لما يريده الله من إحقاق الحق وقطع دابر الكافرين، مع ما ثبت بالاستقراء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأهل بدر: ((اعملوا ما شئتم فإن مصيركم إلى الجنة )) .
وأجابوا عن حجة زفر بما ثبت بالاستقراء أيضا أن إسلام عمر كان بمكة بالإجماع وإنما وجب القتال بالمدينة في السنة الثانية من الهجرة على أشهر الأقوال، والذي صح عن أكثر المفسرين وعلماء السير عن سعيد بن جبير أنه أسلم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة، ثم أسلم عمر بن الخطاب فنزلت الآية.
ولا خلاف بين العلماء إن النسوة لسن من أهل الجهاد ولا يجب عليهن فلم يثبت أن إسلام عمر موف أربعين رجلا، بل موف أربعا وثلاثين رجلا.
وذكر ابن هشام قول جمهور علماء التفسير والسير أن إسلام عمر بن الخطاب موف ثلاثة عشر رجلا، وإسلام الحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه موف أربعين رجلا.
Page 57