وقال الليث بن سعد: حكاه عنه البغوي في ((التفسير)) ورواه أبو داود، والنسائي، عن أبي الزناد : وهي معاتبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ..}[المائدة:33] الآية.
وذهب قوم إلى أنها نزلت في المشركين، حكاه المؤيد بالله، وأبو طالب عنهم، واختاره الجلال.
واحتجوا بما روي عن ابن عباس، كما في سنن أبي داود، والنسائي، بإسناد حسن: أنها نزلت في المشركين .
وذكر الجلال في ((ضوء النهار)) فوائد لما اختاره واندفاع مفاسد لا حاجة لذكرها، لما ستعرف قريبا ما أجاب عليه الشوكاني.
وفي (الكشاف): وهو قول الكلبي أنها نزلت في قوم هلال بن عويمر، وكان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد، وقدم به قوم من بني كنانة يريدون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقطعوا عليهم انتهى بزيادة: وقيل غير ذلك انتهى.
وأجاب كل واحد منهم عن الآخر بأن حجته عن ابن عباس أشهر من حجة غيره عنه وأقوى، وحجة الهادي ومن معه عن أنس معارضة لما رواه ابن عباس.
وأجاب الآخرون: بأن حجتهم عن ابن عباس معارضة لما روى عن أنس، فإن قيل: كل ذلك عن أنس، وابن عباس وغيرهما رأى فليس بحجة.
فقد أجيب: بأنه ثبت بالاستقراء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا لابن عباس بعلم التأويل فقال: ((اللهم علمه التأويل )) وفي رواية: ((اللهم علمه الكتاب )) وعند مسلم: ((اللهم فقهه )) .
قال الحميدي: وحكاه المسعودي: ((اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل)) ودعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مجابة لا محالة.
Page 152