362

Traité d'optique

كتاب المناظر

Genres

[21] وقد يكون خفاء المبصر من أجل رقة لونه وضعف صورته، وما هذه حاله من المبصرات فليس يكون خفاؤه من أجل تصاغر صورته التي تحصل في البصر ولكن من اشتباه صورته بصورة ما يدرك معه من المبصرات أومن ضعف صورته. فالبعد الذي يخفى منه المبصر عن البصر من أجل تصاغر مقداره هو البعد الذي يكون المخروط المتوهم المتشكل بينه وبين مركز البصر يفصل من سطح العضو الحاس جزءا مقداره مقدار النقطة التي لا يدرك الحس مقدارها، وهذا البعد هو أقرب الأبعاد التي يخفى منها المبصر عن البصر من جل تصاغر صورته. ثم كلما زاد على هذا البعد من الأبعاد فهو من الأبعاد التي يخفى منها ذلك المبصر عن البصر، ويكون المخروط الذي يخرج إليه من مركز البصر يفصل من سطح العضو الحاس جزءا أصغر من الجزء الأول الذي يفصله من البعد الأقرب الذي لا يدركه الحس من أجل صغره.

[22] وقد يعرض الغلط أيضا في عظم بعض المبصرات مع تيقن مقدار بعد ذلك المبصر. وذلك يكون في المبصرات الصغار المتفاوتة الصغر. فإن المبصر الذي في غاية الصغر قد يخفى من بعد ليس بالمتفاوت العظم إذا كان بعدا خارجا عن الاعتدال بالقياس إلى مقدار ذلك المبصر. وقد يكون البعد الذي يخفى منه المبصر الذي في غاية الصغر مسامتا لأجسام مرتبة متصلة، وإذا لم يكن البعد متفاوت العظم وكان مع ذلك مسامتا لأجسام مرتبة متصلة فإنه قد يكون متيقن المقدار. وإذا خفي المبصر من بعد ما من أجل مقداره فإنه من بعد قبل ذاك البعد قد يدرك البصر مقداره أصغر من مقداره الحقيقي، لن المبصر إذا تباعد عن البصر وتمادى في التباعد فإنه يتصاغر أولا في الحس ثم يخفى إذا كان خفاؤه من جهة مقداره. فقد يدرك البصر مقدار المبصر الذي في غاية الصغر أصغر من مقداره الحقيقي من بعد متيقن المقدار، إلا أن البعد المتيقن الذي يخفى منه المبصر والبعد الذي يدرك منه مقدار المبصر أصغر من مقداره الحقيقي هو بعد خارج عن الاعتدال بالقياس إلى ذلك المبصر. وإذا كان البعد خارجا عن الاعتدال بالقياس إلى المبصر وكانت جملة المبصر تظهر من ذلك البعد فإنه قد يخفى من ذلك البعد مقدار له نسبة مقتدرة إلى جملة ذلك المبصر.

Page 425