357

Traité d'optique

كتاب المناظر

Genres

[12] فأما لم يدرك البصر الكرة والأجسام المحدبة من البعد المتفاوت مسطحة، فذلك لأن التحديب إنما يدركه البصر إذا أحس بقرب أجزائه المتوسطة وبعد أجزائه المتطرفة، وإذا لم يحس البصر بقرب بعض الأجزاء وبعد بعضها فليس يحس بتحديب المبصر. والكرة والأجسام المحدبة إذا كانت على بعد متفاوت بالقياس إلى حجمها فإن التفاوت الذي بين أبعاد أطرافها وبين وسطها يكون يسيرا بالقياس إلى جملة البعد. وإذا كان التفاوت يسيرا بالقياس إلى جملة البعد لم يدرك البصر ذلك التفاوت. وإذا لم يدرك البصر ذلك التفاوت بين أبعاد أطراف المبصر المحدب وبين بعد وسطه لم يحس بتحديبه، ولذلك يدرك البصر الكرة والأجسام المحدبة من البعد <المتفاوت مسطحة>، ولذلك يظهر جرم الشمس وجرم القمر كأنهما سطحان وهما مع ذلك كريان لتفاوت أبعادهما عن البصر. وإذا كانت المبصرات على بعد معتدل وكانت كرية أو محدبة أدرك البصر اختلاف أبعاد أجزائها وأحس بانعطافات سطوحها. وإذا أدرك البصر اختلاف أبعاد أجزاء المبصر وأدرك انعطافات سطحه أدرك تحديبه وكريته إن كان كريا وأدرك تجسمه. وكذلك حال الأجسام المقعرة إذا كانت على بعد متفاوت. فليس يدرك البصر تقعيرها لأنه لا يدرك التفاوت الذي بين أبعاد أطرافها وبين بعد وسطها. وإذا كانت على ابعاد معتدلة أدرك البصر ذلك التفاوت وأدرك تقعيرها.

.ه.

[13] وقد يعرض الغلط في عظم المبصر أيضا من أجل تفاوت البعد. وذلك أن البصر إذا أدرك مبصرا من المبصرات من بعد متفاوت فإنه يدرك مقداره أصغر من مقداره الحقيقي، والعظم إنما يدرك بالقياس، فيكون هذا الغلط غلطا في القياس. وعلة هذا الغلط إنما هو خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصر إذا كان على بعد معتدل فإن البصر يدرك عظمه على ما هو عليه ولا يعرض له الغلط في مقداره، إذا كانت جميع المعاني الباقية التي في ذلك المبصر التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه في عرض الاعتدال.

Page 419