[11] وأيضا فإنه ليس قبول العضو الحاس للصور كقبول الأجسام المشفة لهذه الصور. لأن العضو الحاس يقبل هذه الصور ويحس بها، وتنفذ الصور فيه لشفيفه وللقوة الحساسة التي هي فيه. فهو يقبل هذه الصور قبول إحساس، والأجسام المشفة إنما تقبل هذه الصور قبول تأدية فقط ولا تحس بها. وإذا كان قبول الجسم الحاس لهذه الصور ليس كقبول الأجسام المشفة الغير حساسة، فليس امتد اد الصور في الجسم الحاس بحسب السموت التي توجبها الأجسام المشفة، وإنما تمتد بحسب امتداد أجزاء الجسم الحاس. والبصر إنما تخصص بقبول الصور من سموت خطوط الشعاع فقط لأن خاصة الصور أن تمتد في الأجسام المشفة على جميع السموت المستقيمة، فهي ترد إلى البصر على جميع السموت المستقيمة، فلو قبلها البصر من جميع السموت التي ترد عليها لما ترتبت الصور عنده، فتخصص البصر بقبول الصور من سموت هذه الخطوط فقط ليحس بالصور مرتبة على ما هي عليه في سطوح المبصرات. ثم إذا حصلت الصور عند العضو الحاس مترتبة، وأدركها العضو الحاس وهي مترتبة، لم يبق من بعد ذلك شيء لا يتم إلا بهذه السموت، وحصلت الصور في الجسم الحاس ليس كحصولها في الأجسام المشفة، فخطوط الشعاع إنما هي آلة يتم بها إحساس الجليدية فقط.
[12] وإذا كان قد تبين أن الصور ليس يصح أن تمتد من بعد الجليدية على استقامة خطوط الشعاع، وإنما تنعطف من بعد الجليدية، وأن انعطافها إنما هو عند وصولها إلى الرطوبة الزجاجية، وأن امتداد الصور في هذا الجسم إنما هو على خطوط منعطفة لا على استقامة خطوط الشعاع، فليس لجسم الزجاجية إذن تخصص بسموت خطوط الشعاع، فالجزء المتقدم فقط من الجليدية هو المتخصص بقبول الصور من سموت خطوط الشعاع. والجزء المتأخر الذي هو الزجاجية والقوة القابلة التي في هذا الجسم إنما هي متخصصة، مع الإحساس بهذه الصورة، بحفظ ترتيبها فقط. وإذا كان ذلك كذلك فكيفية قبول الزجاجية للصور ليس هو ككيفية قبول الجسم المتقدم من الجليدية، والقوة القابلة التي في الزجاجية ليست القوة القابلة التي في الجزء المتقدم.
Page 205