Manar Huda
منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)
Genres
الحديث كما ترى بان القوم كانوا مبغضين لعلي ( عليه السلام ) في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وانهم مجهدون انفسهم في عيبه ونقصه عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليغضب عليه لكنهم لم يجدوا الى ذلك سبيلا فما فاتهم منه في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ادركوه منه بعد وفاته فدفعوه عن مقامه واخرجوه قهرا الى من قدموه عليه.
قال ابن ابي الحديد قال ابو بكر : وحدثني ابو زيد عمر بن شبة عن رجاله قال : جاء عمر الى بيت فاطمة في رجال من الأنصار ، ونفر قليل من المهاجرين فقال : والذي نفسي بيده لتخرجن الى البيعة او لأحرقن البيت عليكم فخرج الزبير مصلتا بالسيف فاعتنقه زياد بن لبيد الأنصاري ورجل آخر فندر (1) السيف من يده فضرب به عمر الحجر فكسره ، ثم اخرجهم بتلابيبهم يساقون سوقا عنيفا حتى بايعوا أبا بكر (2)، ولا شك ان من سكن في قلبه ذلك البغض القديم لعلي في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحدث منه بعد وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في علي ( عليه السلام ) هذا الفعل الذميم ، ويأتي لهذا زيادة تحقيق في موضعه فترقب ، ومن تبصر أدنى تبصر عرف يقينا ان القوم قد ارتكبوا من امير المؤمنين امرا عظيما ، وانهم تعمدوا انكار فضله واخفاء النص عليه من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )، وانهم قصدوا مخالفة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في جميع ما عهد إليهم في حقه وما اوضحه لهم من علو شأنه ، أو لا تراهم كيف شاهدوا غضب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليهم من ذكرهم عليا ( عليه السلام ) بشيء من سيئ القول وإبدائهم الشكاية منه إليه! (3) ثم هم يعمدون بعد أيام الى حرق بيته ويخرجونه ملببا يسوقونه ومن معه سوقا عنيفا ، فما ذا
Page 253