Manar Huda
منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)
Genres
براءة الى أهل مكة ولم يرتضه الله لذلك ولم يجعله له أهلا ، فكيف يرتضيه الله للرئاسة العامة وهي التبليغ عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للأمة جميع احكام شريعته في الدماء والأموال والفروج وانفاذها فيهم؟ لأن الامام هو المبلغ عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) احكام الشريعة الى امته والقائم بتنفيذها فيهم لا معنى للامامة غير هذا يقينا ، ومن لم يرتضه الله لتبليغ بعض الأحكام القليلة لاناس من الأمة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فبالأولى أن الله لا يرتضيه لتلك الرئاسة العامة والمنزلة الجليلة ، ولما كان علي ( عليه السلام ) هو المرتضى للتبليغ عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من دون تخصيص وان حاله في ذلك كحال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهو القائم مقامه في التبليغ الى الأمة ، كان هو الامام المرتضى لتلك الرئاسة الكبرى والأمر في ذلك واضح لا يخفى على ذي حجي فكيف على خصومنا وهم من الفضلاء لو لا ما وقع على افهامهم من ظلمات الشبهات فحالت بينها وبين ابصار الأمور الظاهرة والحق الواضح.
ثم أن قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (او رجل مني) اما انه يريد انه منه في قرابة النسب فيكون ذلك حجة لنا على ما نقول من أن الامام يجب ان يكون من ذوي قربى الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن لم يكن من ذوي قرابته لا يصلح لخلافته أو أنه بالاتباع كقوله تعالى حكاية عن ابراهيم الخليل ( عليه السلام ): ( فمن تبعني فإنه مني ) (1) وقد قال الله سبحانه وتعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) (2) ومحبة الله سبحانه وتعالى لعلي (عليه الصلاة والسلام) ومحبته لله تعالى ثابتة بقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم خيبر : (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)
Page 183