٣ - عنْ جابرِ بنِ عَبْدِ اللهِ ﵄ قَالَ وهُوَ يُحَدِّثُ عن فَتْرَةِ الوَحي، فقَالَ فِي حَدِيثهِ:
بينَا أنا أمشِى إذْ سَمِعتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فرَفَعْتُ بَصَرِي، فإذا الْمَلَكُ الَّذي جَاءَنِي بِحِرَاءَ جَالِسٌ على كُرْسي بَيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ، فَرُعِبْتُ
ــ
كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ".
٣ - الحديث: أخرجه الشيخان
ترجمة راوي الحديث: وهو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الخزرجي الأنصاري أحد المكثرين من الرواية، روى ألفًا وخمسمائة حديث وأربعين حديثًا، اتفقا على ثمانية وخمسين، وانفرد البخاري بستة وعشرين، ومسلم بمائة وستة وعشرين، توفي بالمدينه سنة (٧٨) هـ.
معنى الحديث: أن جابرًا ﵁ " قال وهو يحدث عن فترة الوحي " أي عن المدة التي انقطع فيها الوحي عن النبي ﷺ وكانت سنتين ونصف، كما في بعض الأحاديث التي ذكرها السهيلي " فقال في حديثه " الذي يرويه عن النبي ﷺ: " بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السماء " أي قال النبي ﷺ: سمعت أثناء مسيري بأطراف مكة صوتًا غريبًا ينبعث من السماء فأثار ذلك الصوت انتباهي " فرفعت بصري "، أي فشخصت ببصري إلى أعلى كي أتعرّف على مصدر ذلك الصوت " فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض " أي فلما نظرت إلى السماء فوجئت برؤية ذلك الملك الذي سبق له أن جاءني بحراء، وهو جالس على كرسي بين السماء والأرض قال: " فرعبت منه " أي فأصابني بسبب مشاهدة ذلك الملك خوف، وفزع شديد فقدتُ معه السيطرة على قوايَ الجسمية، كما في رواية مسلم حيث قال ﷺ: "فَجثثتُ فرقًا حتى هويت