Les Mérites et les Vices

al-Qadi al-Nu'man d. 363 AH
185

Les Mérites et les Vices

المناقب والمثالب

Genres

ألا أبلغ معاوية بن حرب

فإنك من أخي ثقة مليم

قطعت الدهر كالسدم المعنى

مقيما في دمشق فما تريم

يمنيك الخلافة كل ركب

لأنقاض العراق لهم رسيم

فإنك والكتاب الى علي

كدابغة وقد حلم الأديم

لك الخيرات فاحملنا عليهم

فإن الطالب الترة الغشوم

وقومك بالمدينة قد أبيدوا

فهم صرعى كأنهم هشيم

فلما صار معاوية إلى ما صار إليه ودخل الكوفة وصعد المنبر قال: أين أبو وهب؟

يعني الوليد بن عقبة.

فقام إليه، فقال له: أنشدني قولك.

فأنشده الأبيات، فقال معاوية:

ومستعجب مما يرى من أناتنا

ولو زينته الحرب لم يترمرم (1)

وكان أبو معيط جد الوليد بن عقبة هذا خمارا يبيع الخمر في الجاهلية، وكان عبد الله بن مسعود بالكوفة أيام وليها الوليد، فلما انتهت إليه أحداث عثمان ورأى ما رأى منها، كان إذا اجتمع إليه الناس تكلم بكلام فيقول: إن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أحسن الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة كفر، وكل كفر في النار.

فلما كثر قوله هذا قال له الوليد سرا بينه وبينه: عبد الله إما أن تدع عنك هذا الكلام وإما أن تخرج عنا.

فقال: ما كنت لأدع قول الحق.

فكتب إلى عثمان بخبره، فكتب إليه عثمان: إن ترك كلامه وإلا فأخرجه.

Page 190