196

Les mérites de l'Imam Ahmad

مناقب الإمام أحمد

Chercheur

د. عبد الله بن عبد المحسن التركي

Maison d'édition

دار هجر

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٩ هـ

Genres

له: ادخل، فدخل الدّهليز، فقلتُ: مِن أَين أَقبلتَ؟ قال: من ناحية المشرق، أُريد بعضَ هذه السواحل، ولولا مكانك ما دخلتُ هذا البلد إِلا أَني نَويت السلام عليك. قال: قلت: على هذه الحال؟ قال: نعم، ما الزهد في الدنيا؟ قلت: قصر الأمل، وجعلتُ أَتعجب منه. فقلت في نفسي: ما عندي ذهبٌ ولا فِضة. فدخلت البيت فأَخذت أَربعة أَرغفة فخرجتُ إِليه فقلتُ: ما عندي ذهبٌ ولا فِضة، وإِنما هذا من قوتي فقال: أَو يَسرك أَن أَقبل ذلك يا أبا عبد الله؟ قلت: نعم، قال: فأَخذها فَوضعها تحتَ حضنه وقال: أَرجو أَن تَكفيني هذه زادي إِلى الرقة، أستودعك الله. قال: فلم أَزل أَنظر إِليه إِلى أَن خرج- وكان يدكره كثيرًا-. أَخبرنا محمد بن أَبي منصور، قال: أَخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أَنبأَنا البَرْمَكي، قال: أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: أخبرنا أَبو بكر الخَلال، قال: حدثنا عبد الله بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن أَحمد السِّمسار، قال: حدثنا أَبو عبد الله بن سافري- وَرّاق الحسن البزاز وكان ثقة- قال: كنا نتعبد في مَسجد العطار ونحنُ أَحداثٌ، بعضنا يعمل خوصًا؛ وبعضنا مغازل وغير ذلك، وكان فِينا شاب ذو هيئة، فحدثنا الشاب قال: كنا نَصيد السمك بناحية الدُّجيل، فانقلبتُ عشيةً، فإِذا رجل عليه أَطمار رَثَّة يمشي وأَنا أَحضّ فلا أَلحقه، فاستقبلته فقلتُ له: يا هذا، أَنتَ من

1 / 197