مناقب أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب ﵁
للحافظ أبي الحسن علي بن محمد الواسطي
المعروف بابن المغازلي
المتوفى سنة (٤٨٣ هـ)
تحقيق وتعليق
أبي عبد الرحمن تركي بن عبد الله الوادعي
دار الآثار
صنعاء
الطبعة الأولى
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
ابن المغازلي وكتابه قال ابن تيمية عن هذا الكتاب في (منهاج السنة) [ت محمد رشاد سالم ٧/ ١٥]: وَأَمَّا نَقْلُ ابْنِ الْمَغَازِلِيِّ الْوَاسِطِيِّ فَأَضْعَفُ وَأَضْعَفُ، فَإِنَّ هَذَا قَدْ جَمَعَ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَاتِ مَا لَا يَخْفَى أَنَّهُ كَذِبٌ عَلَى مَنْ لَهُ أَدْنَى مَعْرِفَةٍ بِالْحَدِيثِ وقال في منهاج السنة -أيضا-: [٧/ ٦٢: ٦٣] وَهَذَا الْمَغَازِلِيُّ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، كَأَبِي نُعَيْمٍ وَأَمْثَالِهِ، وَلَا هُوَ أَيْضًا مِنْ جَامِعِي الْعِلْمِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مَا غَالِبُهُ حَقٌّ وَبَعْضُهُ بَاطِلٌ ; كَالثَّعْلَبِيِّ وَأَمْثَالِهِ، بَلْ هَذَا لَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ مِنْ صَنْعَتِهِ، فَعَمَدَ إِلَى مَا وَجَدَهُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ مِنْ فَضَائِلِ عَلِيٍّ فَجَمَعَهَا، كَمَا فَعَلَ أَخْطَبُ خُوَارِزْمَ، وَكِلَاهُمَا لَا يَعْرِفُ الْحَدِيثَ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَرْوِي فِيمَا جَمَعَهُ مِنَ الْأَكَاذِيبِ الْمَوْضُوعَةِ، مَا لَا يَخْفَى أَنَّهُ كَذِبٌ عَلَى أَقَلِّ عُلَمَاءِ النَّقْلِ وَالْحَدِيثِ. وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدُهُمَا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ فِيمَا يَنْقُلُهُ، لَكِنَّ الَّذِي تَيَقَّنَاهُ أَنَّ الْأَحَادِيثَ الَّتِي يَرْوُونَهَا فِيهَا مَا هُوَ كَذِبٌ كَثِيرٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَمَا قَدْ كَذَّبَهُ النَّاسُ قَبْلَهُمْ، وَهُمَا - وَأَمْثَالُهُمَا - قَدْ يَرْوُونَ ذَلِكَ وَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَذِبٌ، وَقَدْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَذِبٌ. فَلَا أَدْرِي هَلْ كَانَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِأَنَّ هَذَا كَذِبٌ؟ أَوْ كَانَا مِمَّا لَا يَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ وقال فيه أيضا [٧/ ١٣٠]: فَقَدْ عُرِفَ أَنَّ مُجَرَّدَ رِوَايَةِ ابْنِ الْمَغَازِلِيِّ لَا يَسُوغُ الِاحْتِجَاجُ بِهَا بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ. وقال [٧/ ٣٥٥]: لَا سِيَّمَا خَطِيبُ خُوَارَزْمَ، فَإِنَّهُ مِنْ أَرَوَى النَّاسِ لِلْمَكْذُوبَاتِ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، وَلَا الْمَغَازِلِيُّ وجاء في الوافي بالوفيات [٢٢/ ٨٥]: وَكَانَ - أي ابْن المغازلي- كثير الْغَلَط قَلِيل الْحِفْظ والمعرفة
ابن المغازلي وكتابه قال ابن تيمية عن هذا الكتاب في (منهاج السنة) [ت محمد رشاد سالم ٧/ ١٥]: وَأَمَّا نَقْلُ ابْنِ الْمَغَازِلِيِّ الْوَاسِطِيِّ فَأَضْعَفُ وَأَضْعَفُ، فَإِنَّ هَذَا قَدْ جَمَعَ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَاتِ مَا لَا يَخْفَى أَنَّهُ كَذِبٌ عَلَى مَنْ لَهُ أَدْنَى مَعْرِفَةٍ بِالْحَدِيثِ وقال في منهاج السنة -أيضا-: [٧/ ٦٢: ٦٣] وَهَذَا الْمَغَازِلِيُّ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، كَأَبِي نُعَيْمٍ وَأَمْثَالِهِ، وَلَا هُوَ أَيْضًا مِنْ جَامِعِي الْعِلْمِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مَا غَالِبُهُ حَقٌّ وَبَعْضُهُ بَاطِلٌ ; كَالثَّعْلَبِيِّ وَأَمْثَالِهِ، بَلْ هَذَا لَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ مِنْ صَنْعَتِهِ، فَعَمَدَ إِلَى مَا وَجَدَهُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ مِنْ فَضَائِلِ عَلِيٍّ فَجَمَعَهَا، كَمَا فَعَلَ أَخْطَبُ خُوَارِزْمَ، وَكِلَاهُمَا لَا يَعْرِفُ الْحَدِيثَ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَرْوِي فِيمَا جَمَعَهُ مِنَ الْأَكَاذِيبِ الْمَوْضُوعَةِ، مَا لَا يَخْفَى أَنَّهُ كَذِبٌ عَلَى أَقَلِّ عُلَمَاءِ النَّقْلِ وَالْحَدِيثِ. وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدُهُمَا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ فِيمَا يَنْقُلُهُ، لَكِنَّ الَّذِي تَيَقَّنَاهُ أَنَّ الْأَحَادِيثَ الَّتِي يَرْوُونَهَا فِيهَا مَا هُوَ كَذِبٌ كَثِيرٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَمَا قَدْ كَذَّبَهُ النَّاسُ قَبْلَهُمْ، وَهُمَا - وَأَمْثَالُهُمَا - قَدْ يَرْوُونَ ذَلِكَ وَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَذِبٌ، وَقَدْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَذِبٌ. فَلَا أَدْرِي هَلْ كَانَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِأَنَّ هَذَا كَذِبٌ؟ أَوْ كَانَا مِمَّا لَا يَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ وقال فيه أيضا [٧/ ١٣٠]: فَقَدْ عُرِفَ أَنَّ مُجَرَّدَ رِوَايَةِ ابْنِ الْمَغَازِلِيِّ لَا يَسُوغُ الِاحْتِجَاجُ بِهَا بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ. وقال [٧/ ٣٥٥]: لَا سِيَّمَا خَطِيبُ خُوَارَزْمَ، فَإِنَّهُ مِنْ أَرَوَى النَّاسِ لِلْمَكْذُوبَاتِ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، وَلَا الْمَغَازِلِيُّ وجاء في الوافي بالوفيات [٢٢/ ٨٥]: وَكَانَ - أي ابْن المغازلي- كثير الْغَلَط قَلِيل الْحِفْظ والمعرفة
Page inconnue
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المصنف
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، أخبرنا الفقيه الأجل الزاهد بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين الأكوع قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الآخرة من سنة تسعٍ وتسعين وخمسمائة بمسجد المدرسة المنصورية بقرية حوث، قال: أخبرنا علي بن محمد بن حامد الصنعاني اليمني بمكة حرسها الله تعالى في العشر الوسطى من شهر ذي الحجة آخر شهور سنة ثمان وتسعين وخمسمائة مناولةً، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي الفوارس بن أبي نزار ابن الشرفية، قال: أخبرنا الشيخ المعمر صدر الدين المقرئ صدر الجامع بواسط أبو بكر ابن الباقلاني المقرئ والقاضي جمال
1 / 19
الدين نعمة الله ابن العطار، والقاضي الأجل العدل عز الدين هبة الكريم بن الحسن بن الفرج بن علي بن حبانش ﵀، رواه في شهر الله الأصم رجب من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، قال: أخبرنا القاضي الأجل أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الطيب الجلابي رحمه الله تعالى قال: أخبرني
1 / 20
أبي العدل أبو الحسن علي بن محمد بن الجلابي الخطيب المصنف ﵀ المعروف بابن المغازلي قال: الحمد لله الفاشي في الخلق أمره وحمده، الظاهر بالكرم جوده ومجده، الباسط بالجود يده، الذي لا ينقص بالجود خزائنه، ولا يزيده كثرة العطاء إلا كرمًا وجودًا، إنه هو العزيز الوهاب. أحمده حمدًا خالدًا مع خلوده بجميع محامده كلها على جميع نعمائه كلها، حتى ينتهي الحمد إلى ما يحب ربنا ويرضى.
وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى، الصادق الأمين، خاتم النبيين وسيد المرسلين، وصفوة رب العالمين، من الخلق أجمعين، وسلام عليه وعلى أولي العزم من الرسل، والأنبياء والصديقين، والشهداء والصالحين. وعلى علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين وأبي الغر الميامين، المصابيح المشرقة، والأغصان المورقة، وعلى سيدة النساء فاطمة الزهراء البتول، حبل الله الموصول، ونوره المجبول وسلالة الرسول. وعلى السيدين الإمامين السبطين سيدي شباب أهل الجنة: الحسن والحسين، وعلى الأئمة المهتدين مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، وأسماء الله الحسنى، وأمثاله العليا، أركان توحيده، ومشاكي نوره، وخزائن علمه، وأمنائه على خلقه، الذين خلفهم من نوره، وغشاهم بضياء قدسه، وزينهم
1 / 21
ببهائه، الذين قضوا بالحق وبه يعدلون. أما بعد: فإن أولى ما ذخره وكسبه العباد، ما يأملون به النجاة يوم المعاد، وإني رأيت التعلق بمحبة الطاهرين من آل طه وياسين، والتمسك بحبل ولائهم المتين، هو المنهج القويم، والطريق المستقيم، فجمعت في فضائلهم ما انتهت إليه معرفتي، وبلغه جهدي وطاقتي، مما أنزل الله تعالى فيهم من الآيات في السورات، وما جرى على لفظ الرسول من الدلالات، وما ظهر منهم من المعجزات، ما لا يمكن المنصف بعقله إنكاره، والموسوم بصحة المعرفة جحوده، وإن كانت مناقبهم لا يحصيها عد، ولا ينتهي إليها حد، أرجو بذلك النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، خالص في موالاة أهل البيت الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. ولما عرفت خلوص اعتقادك في الولاء لأهل البيت ﵈، أحببت أن أتحفك بهذا الكتاب، وأجعله في خزانتك تقربًا إليك، ورغبة في الزلفى لديك، وأرجو من إنعامك وأياديك التصفح له بعين الارتضاء، والله الموفق للصواب.
1 / 22
[١] نسب علي ﵇
١ - أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب رحمه الله تعالى بقراءتي عليه فأقر به، قلت له: حدثك والدك عمر بن عبد الله بن شوذب الواسطي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني العدل الواسطي قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدثنا أبي، قال: أخبرنا مصعب بن عبد الله قال: هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن ⦗٢٤⦘ نزار بن معدٍ بن عدنان، واسم أبي طالب عبدمناف.
1 / 23
[٢] أمه ﵍
٢ - أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي ﵀ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: أخبرنا مصعب، قال: أم علي بن ⦗٢٦⦘ أبي طالب: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف بن قصي، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وقد أسلمت وهاجرت إلى النبي ﷺ.
1 / 25
[٣] مولده ﵇
٣ - أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع، قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال: حدثني عمر بن أحمد بن روح، حدثني ⦗٢٧⦘ أبو طاهر يحيى بن الحسن العلوي، قال: حدثني محمد بن سعيد الدارمي حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، قال: كنت جالسًا مع أبي ونحن زائرون قبر جدنا ﵇، وهناك نسوان كثيرة، إذ أقبلت امرأة منهن فقلت لها: من أنت يرحمك الله؟ قالت: أنا زيدة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعدة. فقلت لها: فهل عندك شيئًا تحدثينا؟ فقالت: إي والله حدثتني أمي أم العارة بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن عجلان الساعدي .. أنها كانت ذات يوم في نساءٍ من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيبًا حزينًا، فقلت له: ما شأنك يا أبا طالب؟ قال: إن فاطمة بنت أسد في شدة المخاض، ثم وضع يديه على وجهه. فبينا هو كذلك، إذ أقبل محمد ﷺ فقال له: «ما شأنك يا عم؟» فقال: إن فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض، فأخذ بيده وجاء وهي معه فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة، ثم قال: «اجلسي على اسم الله!» قال: فطلقت طلقة فولدت غلامًا مسرورًا، نظيفًا، منظفًا لم أر كحسن وجهه، فسماه أبو طالب عليًا وحمله النبي ﷺ حتى أداه إلى منزلها. قال علي بن الحسين ﵈: فوالله ما سمعت بشيء قط إلا وهذا أحسن منه.
1 / 26
[٤] كنيته ﵇ له كنيتان: إحداهما أبو الحسن:
٤ - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسين بن سعيد الزعفراني العدل، قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: علي بن أبي طالب: أبو الحسن.
[٥] والأخرى أبو تراب ٥ - أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بقراءته علي وأنا أسمع في ⦗٣٠⦘ ذي الحجة من سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قال: أخبرنا أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد الزعفراني العدل الواسطي، قال: حدثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن حفص، حدثنا عبد الله بن زياد، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خثيم أبي يزيد عن عمار بن ياسر. قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب ﵇ رفيقين في غزوة العشيرة، فلما نزلها رسول الله ﷺ وأقام بها، إذ هناك ناس من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخيل، فقال علي ﵇: يا أبا اليقظان هل لك في أن تأتي هؤلاء فتنظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت. قال: فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي ﵇ حتى اضطجعنا في صور من النخل، وفي دقعائها فوالله ما أهبنا إلا رسول الله ﷺ يحركنا برجله، وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، فيومئذٍ قال رسول الله ﷺ لعلي: «ما لك يا أبا تراب»؟ لما يرى عليه من التراب. ثم قال: «ألا ⦗٣١⦘ أحدثكم بأشقى رجلين»؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه»، ووضع يده على قرنه، «حتى تبتل منه هذه» وأخذ بلحيته.
[٥] والأخرى أبو تراب ٥ - أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بقراءته علي وأنا أسمع في ⦗٣٠⦘ ذي الحجة من سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قال: أخبرنا أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد الزعفراني العدل الواسطي، قال: حدثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن حفص، حدثنا عبد الله بن زياد، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خثيم أبي يزيد عن عمار بن ياسر. قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب ﵇ رفيقين في غزوة العشيرة، فلما نزلها رسول الله ﷺ وأقام بها، إذ هناك ناس من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخيل، فقال علي ﵇: يا أبا اليقظان هل لك في أن تأتي هؤلاء فتنظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت. قال: فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي ﵇ حتى اضطجعنا في صور من النخل، وفي دقعائها فوالله ما أهبنا إلا رسول الله ﷺ يحركنا برجله، وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، فيومئذٍ قال رسول الله ﷺ لعلي: «ما لك يا أبا تراب»؟ لما يرى عليه من التراب. ثم قال: «ألا ⦗٣١⦘ أحدثكم بأشقى رجلين»؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه»، ووضع يده على قرنه، «حتى تبتل منه هذه» وأخذ بلحيته.
1 / 28
٦ - قال: وحدثنا يحيى بن أبي طالب قال: أخبرنا محمد بن الصلت، حدثنا يحيى بن العلاء، عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: جاء النبي ﷺ إلى فاطمة ﵍ فقال لها: «أين بعلك وابن عمك؟» قال: فقالت: يا رسول الله وقع بيني وبينه كلام فخرج مغاضبًا، فقال لإنسان: «ابغ عليًا»، قال: هو ذلك في المسجد قال: فأتاه النبي ﷺ والريح تسفي عليه التراب، فقال: «قم أبا تراب». قال: سهل بن سعد، فوالله إن كانت لأحب الأسماء إلى علي ﵇.
٧ - أخبرني القاضي أبو محمد يوسف بن رباح بن علي بن موسى ⦗٣٢⦘ الحنفي قال: فيما كتب به إلي بأن أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن أبي الفرج المهندس المصري أخبرهم بمصر في منزله بالفسطاط سنة أربع وثمانين وثلاثمائة قال: حدثني أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الدولابي بمصر -لفظًا- سنة تسع وثلاثمائة قال: حدثني أبو موسى يونس بن عبد الأعلى قال: حدثني سعيد بن منصور قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله ﷺ دخل على فاطمة ﵍ فقال لها: «أين ابن عمك؟» قالت: كان بيني وبينه كلام، فخرج رسول الله ﷺ فإذا هو نائم في ظل جدار المسجد قد سقط تراب عليه، فجعل النبي ﷺ ينفض التراب عن جسده ويقول له: «قم يا أبا تراب». ثم قال سهل: فما كان اسم أحب إلى علي ﵇ أن يدعى به من أبي تراب.
٧ - أخبرني القاضي أبو محمد يوسف بن رباح بن علي بن موسى ⦗٣٢⦘ الحنفي قال: فيما كتب به إلي بأن أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن أبي الفرج المهندس المصري أخبرهم بمصر في منزله بالفسطاط سنة أربع وثمانين وثلاثمائة قال: حدثني أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الدولابي بمصر -لفظًا- سنة تسع وثلاثمائة قال: حدثني أبو موسى يونس بن عبد الأعلى قال: حدثني سعيد بن منصور قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله ﷺ دخل على فاطمة ﵍ فقال لها: «أين ابن عمك؟» قالت: كان بيني وبينه كلام، فخرج رسول الله ﷺ فإذا هو نائم في ظل جدار المسجد قد سقط تراب عليه، فجعل النبي ﷺ ينفض التراب عن جسده ويقول له: «قم يا أبا تراب». ثم قال سهل: فما كان اسم أحب إلى علي ﵇ أن يدعى به من أبي تراب.
1 / 31
[٦] تاريخ البيعة، وقعة الجمل وصفين، ووفاته
٨ - أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: بويع لعلي ﵇ سنة خمس وثلاثين، وكانت وقعة الجمل سنة ست وثلاثين، ثم كانت صفين في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين، ثم قتل علي ﵇ في شهر رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة من رمضان سنة أربعين.
٩ - أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل النحوي ﵀ قال: حدثنا محمد بن علي السقطي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وهب بن جرير قال: قتل علي ﵇ لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين، واختلف في سنه لما قتل ﵇ كم هو.
٩ - أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل النحوي ﵀ قال: حدثنا محمد بن علي السقطي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وهب بن جرير قال: قتل علي ﵇ لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين، واختلف في سنه لما قتل ﵇ كم هو.
1 / 33
١٠ - وأخبرنا محمد بن علي السقطي قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت مصعب بن عبد الله يقول: كان الحسين بن علي ﵉ يقول: قتل أبي وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
١١ - وأخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي -قدم علينا واسط- قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي قال: حدثنا عمر بن أحمد بن روح قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن سالم قال: حدثنا موسى بن بهلول قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: قتل علي ﵇ وهو ابن ستين سنة.
١٢ - أخبرنا محمد بن علي بن محمد بن عبد الله البيع قال: أخبرنا ⦗٣٥⦘ أحمد بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عمر بن روح قال: حدثنا محمد بن إدريس المكي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: قال الواقدي: قتل علي ﵇ وهو ابن أربع وستين سنة.
١١ - وأخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي -قدم علينا واسط- قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي قال: حدثنا عمر بن أحمد بن روح قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن سالم قال: حدثنا موسى بن بهلول قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: قتل علي ﵇ وهو ابن ستين سنة.
١٢ - أخبرنا محمد بن علي بن محمد بن عبد الله البيع قال: أخبرنا ⦗٣٥⦘ أحمد بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عمر بن روح قال: حدثنا محمد بن إدريس المكي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: قال الواقدي: قتل علي ﵇ وهو ابن أربع وستين سنة.
1 / 34
١٣ - قال حدثنا محمد بن إدريس المكي قال: حدثنا ابن خشاب عن أبي عونه قال: قتل علي ﵇ وهو ابن سبع وخمسين سنة قال قتادة: وكان علي ﵇ آدم، شديد الأدمة، عظيم البطن، عظيم العينين، أصلع، إلى القصر. وقال يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق: ذكر عن الحارث أن عليًا ﵇ قتل وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
١٤ - وبالإسناد الأول قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا ⦗٣٦⦘ أبو عمر إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد ﵉ أن عليًا ﵇ قتل وهو ابن سبع وخمسين سنة.
١٤ - وبالإسناد الأول قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا ⦗٣٦⦘ أبو عمر إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد ﵉ أن عليًا ﵇ قتل وهو ابن سبع وخمسين سنة.
1 / 35
[٧] قول الحسن ﵇ فيه لما قتل
١٥ - أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب قال: ⦗٣٧⦘ حدثني أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن سعيد الزعفراني العدل قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا سكين بن عبد العزيز العطار، حدثنا حفص بن خالد عن أبيه خالد بن جابر عن جده قال: لما قتل علي ﵇ قام الحسن خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما والله لقد قتلتم الليلة رجلًا في ليلة نزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى ابن مريم، وفيها قتل يوشع بن نون. وطعن لأحد وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان ليلته التاسعة.
1 / 36
١٦ - أخبرنا الحسن بن موسى قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ⦗٣٨⦘ قال: حدثنا أحمد بن عقدة الحافظ، حدثنا يعقوب بن يوسف، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي خالد عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال: سمعت الحسن بن علي ﵉ قام خطيبًا فخطب إلينا فقال: أيها الناس إنه قد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون، ولقد كان رسول الله ﷺ يبعثه المبعث فيعطيه الراية، فما يرجع حتى يفتح الله ﷿ عليه، وإن جبريل ﵇ عن يمينه وميكائيل عن شماله، ما ترك بيضاء، ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادمًا.
1 / 37
[٨] ما جاء في إسلامه ﵇
١٧ - أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن فرج بن الأزهر ⦗٣٩⦘ البغدادي ﵀ -قدم علينا واسط- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عرفة بن لؤلؤ قال: حدثنا عمر بن أحمد الباقلاني قال: حدثنا محمد بن خلف الحدادي قال: حدثنا عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية قال: حدثنا عمرو بن ثابت عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن سعد مولى أبي أيوب الأنصاري عن أبي أيوب قال: قال رسول الله ﷺ: «صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك أنه لم يصل معي أحد غيره».
1 / 38
١٨ - أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا أحمد بن علي بن ⦗٤٠⦘ جعفر قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا أحمد بن أبي خثيمة قال: حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرني عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة الأنصاري قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من صلى مع رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب ﵇.
1 / 39
١٩ - أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزار قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أسد البزار إملاءً، قال: حدثنا محمد أبو مقاتل، حدثنا الحسن بن أحمد بن منصور قال: حدثنا سهل بن صالح المروزي قال: سمعت أبا معمر عباد بن عبد الصمد يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله ﷺ: «صلت الملائكة علي ⦗٤١⦘ وعلى علي سبعًا، وذلك أنه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، إلا مني ومنه».
1 / 40
٢٠ - أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن موسى قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي قال: حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق حدثني جدي، حدثنا عبيد الله عن سفيان وشعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة عن علي ﵇ قال: أنا أول من أسلم.
٢١ - أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله الإسكافي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى قال: حدثنا الحسين بن محمد المحاملي، حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا عبيد الله عن سفيان وشعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة عن علي ﵇ قال: أنا أول من أسلم.
٢١ - أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله الإسكافي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى قال: حدثنا الحسين بن محمد المحاملي، حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا عبيد الله عن سفيان وشعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة عن علي ﵇ قال: أنا أول من أسلم.
1 / 41
٢٢ - أخبرنا أحمد بن موسى بن الطحان إجازة عن القاضي أبي ⦗٤٣⦘ الفرج الخيوطي، حدثنا ابن عبادة، حدثنا جعفر بن محمد الخليدي، حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا عبد الرزاق عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم بن قيعن الكندي عن سلمان ﵀ قال: قال ⦗٤٤⦘ رسول الله ﷺ: «أول الناس ورودًا على الحوض أولهم إسلامًا: علي بن أبي طالب ﵇).
1 / 42