الصبيان غمصا (1) ورمصا ويصبح صقيلا دهينا. ونادى شيخ على الكعبة:
يا عبد المطلب ان حليمة امرأة عربية وقد فقدت ابنها واسمه محمد فغضب عبد المطلب وكان إذا غضب خاف الناس منه فنادى: يا بني هاشم ويا بني غالب اركبوا فقد محمد، وحلف أن لا أنزال حتى أجد محمدا أو أقتل ألف أعرابي ومائة قرشي وكان يطوف حول الكعبة وينشد أشعارا منها:
يا رب رد راكبي محمدا * رد إلي واتخذ عندي يدا يا رب ان محمدا لن يوجدا * تصبح قريش كلهم مبددا فسمع نداء: ان الله لا يضيع محمدا، فقال: أين هو؟ قال: في وادي فلان تحت شجرة أم غيلان (2).
قال ابن مسعود: فأتينا الوادي فرأيناه يأكل الرطب من أم غيلان وحوله شابان فلما قربنا منه ذهب الشابان وكانا جبرائيل وميكائيل عليهما السلام فسألناه من أنت وماذا تصنع؟ قال: أنا ابن عبد الله بن عبد المطلب، فحمله عبد المطلب على عنقه وطاف به حول الكعبة وكانت النساء اجتمعن عند آمنة على مصيبته فلما رآها تمسك بها وما التفت إلى أحد وكان عبد المطلب أرسل رسول الله محمد صلى الله عليه وآله إلى رعاية في إبل قد ندت له بجمعها فلما أبطأ عليه أنفذ وراءه في كل طريق وكل شعب وأخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول: (يا رب ان صغوا بهلك آلك أن تفعل فأمر ما بدا لك) فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله بالإبل فلما رآه أخذه فقبله فقال: بأبي لا وجهتك بعد هذا في شئ فاني أخاف أن تغتال فتقتل.
عكرمة: كان يوضع فراش لعبد المطلب في ظل الكعبة ولا يجلس عليه أحد إلا هو إجلالا له وكان بنوه يجلسون حوله حتى يخرج فكان رسول الله يجلس عليه فيأخذه أعمامه ليؤخروه فقال لهم عبد المطلب: دعوا ابني فوالله ان له لشأنا عظيما اني أرى انه سيأتي عليكم يوم وهو سيدكم اني أرى عزته عزة تسود الناس، ثم يحمله فيجلسه معه ويمسح ظهره ويقبله ويوصيه إلى أبى طالب (3)
Page 33