القطب الثاني في أحكام الأجسام
** وفيه مسائل :
** مسألة
وثامسطيوس وأبو نصر وأبو علي وأتباعهم الى أن الأجسام السماوية قديمة وان هيولى الأجسام العنصرية قديمة أيضا (1)، واما صورها الجسمية والنوعية ، فحادثة وكذلك الأعراض التابعة لها.
وذهب أنكساغورس وفيثاغورس وسقراط وجميع الثنوية وغيرهم الى أن مادة العالم قديمة ، ثم قال بعضهم : تلك المادة جسم اذا جمد صار أرضا وإذا لطف صار هواء ، وزعم بعضهم أن ذلك الجسم هواء ، وآخرون أنه النار (2).
«فقد تبين وتحقق بما نقلناه من كلمات هذا الفيلسوف الاعظم ونصوصه واشاراته انه كان مذهبه اعتقاد حدوث العالم واعتقاد بواره ... فاذن ما زعمه الجمهور واشتهر بينهم انه كان يعتقد قدم العالم ، فلعل مراده قدم ما سوى الاجسام والجسمانيات ، وحينئذ لا يخلو حاله من احد امرين : فاما ان يريد من العالم العقلي عالم الالهية والقدرة ومراتب القوة القيومية ... فيكون القول بقدمها حقا وصدقا اذ لا يلزم من تعدد القدماء ... ، وان اراد بذلك ذواتا قديمة متعددة منفصلة الوجود مستقلة الهويات ... فالقول بقدمها وتسرمد العقول الفعالة باطل ...» (الاسفار الاربعة ج 5 ص 232).
Page 91