25 ديسمبر
يوم عيد الميلاد في البحر. وجد والدي محطة إذاعة تذيع أناشيد عيد الميلاد. وتناولنا البسكويت «المقرمش» لكنه كان قد ابتل قليلا فلم يصبح «مقرمشا»، وتناولنا وجبة حلوى عيد الميلاد التي أعدتها جدتي لنا. وأهديت كلا منهما صورة رسمتها، فأهديت والدي صورة السمكة الطيارة وأهديت والدتي صورة الربان، أي صورتها وهي تدير عجلة القيادة وترتدي قبعتها. وأهداني والدي ووالدتي مدية جميلة حقا اشترياها لي في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل. وهكذا رددت إليهما قطعة نقود. هذا هو المفترض أن تفعله. فهو يجلب الحظ الحسن.
عندما كنا في ريو دي جانيرو قمنا بتنظيف السفينة بيجي سو تنظيفا متقنا. كانت تبدو متسخة قليلا من الداخل ومن الخارج، لكنها لم تعد كذلك. واشترينا مقادير كبيرة من المؤن والماء استعدادا لقطع المسافة الطويلة إلى جنوب أفريقيا. وقالت والدتي إننا نسير سيرا حسنا، ما دمنا نحافظ على اتجاه السير جنوبا، وما دمنا نلتزم بالإبحار في تيار جنوب الأطلسي المتجه من الغرب إلى الشرق.
مررنا جنوب جزيرة تسمى سانت هيلانة منذ عدة أيام. لم نكن نحتاج إلى التوقف، فليس فيها الكثير. كل ما هناك أنها كانت المكان الذي نفي إليه نابليون بونابرت. وقد توفي فيها. من المؤلم أن يموت الإنسان في هذا المكان الموحش. وهكذا كان علي بطبيعة الحال، أن أكتب موضوعا دراسيا عن نابليون في منهج التاريخ. كان علي أن أقرأ ما كتب عنه في دائرة المعارف وأن أكتب عنه. وقد وجدت الموضوع طريفا لكنني لم أقل لهما ذلك.
الكلبة ستلا تقبع متجهمة في سريري. ربما حزنت لأنها لم تتلق هدية عيد الميلاد من أحد. عرضت عليها أن تذوق حلوى عيد الميلاد التي أعدتها جدتي، ولكنها لم تلتفت إليها تقريبا أو تشمها. وأنا لا ألومها على ذلك!
رأيت اليوم شراعا، يختا آخر. وهتفنا: عيد ميلاد سعيدا ولوحنا بأيدينا، ونبحت ستلا نباحا شديدا، ولكن من فيه لم يردوا بسبب بعدهم الشاسع عنا. وعندما اختفى الشراع بدا البحر فجأة خاويا فارغا.
فازت والدتي في الشطرنج هذا المساء. أصبحت تتقدم على والدي، بواحد وعشرين مقابل عشرين. وقال والدي إنه تركها تفوز بسبب عيد الميلاد . كانا فيما يبدو لا يأخذان الموضوع مأخذ الجد، ولكن كلا منهما يريد أن يفوز.
1 يناير
أفريقيا من جديد. مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، وجبل تيبل. ولن نمر بها أثناء إبحارنا وحسب هذه المرة بل سوف نرسو بالميناء. هذا ما قالاه لي هذا المساء. لم يكونا يريدان أن يقولا لي ذلك من قبل خشية ألا نقدر على ذلك ماليا، ولكن لدينا ما يكفي. سوف نمكث هنا أسبوعين، وربما فترة أطول. سوف نرى الأفيال والأسود على طبيعتها في البرية، لا أستطيع أن أصدق ذلك. ولا أظن أنهما يستطيعان التصديق أيضا. وعندما أخبراني كانا مثل طفلين، ضاحكين وسعيدين، لم يكن ذلك عهدي بهما في المنزل من قبل قط، إنهما يبتسمان لبعضهما البعض حقا هذه الأيام.
تعاني والدتي من تقلصات في المعدة. ويريد والدي أن يعرضها على طبيب في كيب تاون، لكنها ترفض ذلك. لا بد أن ذلك بسبب الفاصوليا المعلبة. أما الخبر السعيد فهو أن علب الفاصوليا قد نفدت أخيرا. وأما الخبر السيئ فهو أننا تناولنا عشاءنا من السردين المعلب، أعوذ بالله!
Page inconnue