فقال بعلزبول مشيرا بيده إلى العلو: ما معنى هذه الضوضاء والغوغاء؟ ماذا حدث؟ ... ماذا جرى؟ ...
فأجابه الشيطان الموشح بالوشاح: حدث ما كان يجري سابقا، ورجعت الأمور إلى مجاريها القديمة، وعادت مملكة جهنم فتجددت وامتلأت بالناس.
فقال بعلزبول: وهل يوجد الآن في العالم أشرار وخطاة؟
فأجاب ذو الوشاح: أكثر من الكثير.
فسأله قائلا: وأين ذهب تعليم ذاك الذي لا أريد ذكر اسمه؟
فضحك الشيطان ذو الوشاح حتى برزت نواجذه، ثم قهقه سائر الشياطين قهقهة أحدثت ضجة هائلة.
ثم قال الموشح: إن تعليمه لا يوقف سير أعمالنا؛ لأنهم يصدقون بذلك التعليم ولا يسيرون الآن حسب منطوقه وأوامره.
فقال بعلزبول: ولكن ذلك التعليم واضح كالشمس في رابعة النهار، ولا ريب في أنه ينقذ متبعيه من سلطتنا، ولا يدع لمكايدنا سبيلا إلى الوصول إليهم، وقد أيده صاحبه ووطده بموته.
فقال الشيطان ذو الوشاح بعد أن كنس الأرض بذنبه: إنني قد حورت ذلك التعليم وقلبته انقلابا يخالف صورته الأصلية.
فسأله بعلزبول: وكيف تسنى لك ذلك؟
Page inconnue