أولا:
المساواة بين الفلاحين والعمال وغيرهم من أهل الطبقات العليا. في أمور ذكر تفصيلها بخطابه مثل: «إلغاء القوانين التي تربط العمال بأصحاب الأعمال، وإعفاء الفلاحين من الأموال الأميرية التي تأخرت على غيرهم، ومن أخذ جواز السفر إذا أرادوا الانتقال من مكان إلى آخر، ومن تقديم الخيل والعلائف لرجال الحكومة لا سيما رجال البوليس، ومن العقاب بالضرب».
ثانيا:
إلغاء الحكومة العرفية التي تلجئون إليها آونة بعد أخرى، فتسلطون على الرعية أناسا ظالمين فاسقين سخاف العقول.
ثالثا:
إزالة كل الموانع التي تمنع تعليم أولاد العامة، لكي يتحرر جمهور الروسيين من ربقة الجهل، والجهل أكبر معين للحكومة على الاستبداد بهم.
رابعا:
إطلاق الحرية الدينية لجميع الأمم القاطنة في جميع أنحاء المملكة الروسية، على اختلاف أجناسهم ومللهم.
هذه بعض فقرات من فلسفة تولستوي المنثورة في كتبه العديدة، التي لا يمكن الاطلاع عليها برمتها إلا من مطالعة مؤلفاته. وهذا النزر القليل الذي أوردناه يدل بصراحة على سمو مبادئه الشريفة وأفكاره الحرة التي بسطها في تآليفه التي نقلت إلى جميع لغات الدنيا الحية، وصادفت استحسان أفاضل المفكرين وعقلاء الناس المنصفين.
ولكن أكثر مؤلفاته طبعت خارج روسيا لعدم تصريح الحكومة بطبعها، وكان نفع الأمة الروسية منها قليلا لأنه لم يطالعها غير فئة مخصوصة بذلت وسعها في سبيل الحصول عليها بالطرق السرية، مع علمها أنها تعرض نفسها لخطر الوقوع في أيدي الحكومة التي شددت في منع دخول تلك المؤلفات إلى بلادها، وحكمت الأحكام القاسية على كل من وجدتها عنده.
Page inconnue