السنباطي (يغير طريقته فورا، يطبطب عليها) :
حاضر حاضر. من عيني دي ومن عيني دي. كردان وحلق وكل اللي انتي عاوزاه إن شالله أبيع الفدانين اللي حيلتي. آني أقدر على زعلك؟ بس اروح فين يا ناس وآجي منين؟ (يلمح قمحاوي داخلا من باب الحوش.)
طيب خشي بقى لحسن الراجل إيجه.
نظيرة (تكف عن البكاء، وتنظر إلى الناحية التي أقبل منها قمحاوي شذرا. تتمتم بلا حماس) :
هو يعني ده راخر الواحدة تستخبى عليه؟ يا خي بلا نيلة وسخام عالي. (تتهادى إلى البيت بلا حماس.) (يدخل قمحاوي مرتديا سروالا طويلا يمتد إلى ما تحت الركبة بكثير وصديري، وله شارب أشيب، وذقن نامية، ويمشي على الدوام منحنيا. وعلى رأسه عمامة متسخة. وكلامه همهمة، وحين يراه السنباطي داخلا ينهمك، وهو لا يزال مرتديا جلباب ابنه فوق جلبابه، في الكتابة والتحديق في الدفتر. يمر به قمحاوي، وهو لا يزال يتمتم بختام الصلاة، ويتجاوزه دون أن ينطق حرفا، وينحني على فصوص القطن المبعثرة على الأرض، ويلتقطها ويضعها في يده.)
السنباطي (بعد أن ظل فترة من الزمن منحنيا على الدفتر منتظرا أن يحييه قمحاوي بلا فائدة) :
ياخي قول سلام عليكم. إنت داخل على أموات؟
قمحاوي (يرفع صوته بختام الصلاة) :
لا إله إلا الله محمد رسول الله. أشهد أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله، اللهم يا ذا الجلال والإكرام. آمين (يرفع كفيه ويملس بهما على وجهه، ويكون القطن لا يزال في يده، فيملس به على وجهه أيضا. يلتفت إلى السنباطي)
السلام عليكم.
Page inconnue