وقد ركع حين رآها؛ فأنهضته بيدها وقالت له: تعال نجلس تحت هذه الخيمة.
قال: يا لله كم أنت مضطربة أيتها الحبيبة.
ولكن اضطرابه كان أشد، حتى إنها كانت تسمع خفوق قلبه، فأجلسته بجانبها وأخذت يده بين يديها فقالت: أيها الحبيب يجب أن تثق بي.
قال: ماذا تعنين؟ - أريد قبل كل شيء أن تقسم لي يمينا. - على ماذا؟ - على أن تكتم ما سأقوله لك عن أمك. - إني أعاهدك على الكتمان وأقسم لك. - إذن؛ فاعلم أن عمي يريد تزويجي. - رباه ماذا أسمع؟ - اطمئن يا ليونيل؛ فإنه طامع أن يزوجني رجلا من كبار النبلاء، ولا بد لي اتقاء لغضبه أن أتظاهر بالموافقة على مشروعه. - وإذا وافقت إلى النهاية، فما يكون مصيري؟ - أيها الناكر الجميل! ألم أقل لك إني أحبك. إني أقسم لك بأن لا أتزوج سواك.
فصاح صيحة فزع. فقالت له: اسكت؛ فإن عمي لم ينم بعد؛ فإذا انتبه لنا قضى على آمالنا وذهبت أدراج الرياح. - ولكن ما هو هذا الخطر الذي يتهددنا؟ - لا أستطيع أن أقول لك شيئا الآن. - وأنا أعرف أن هذا الرجل الذي يريدون أن يزوجوك به هو المركيز روجر. أليس كذلك؟ - نعم هذا هو. ولكن كيف عرفت ذلك؟
فحكى لها ما كان بينه وبين المركيز، فابتسمت ابتسام واثقة من فوزها القريب وقالت: أصغ إلي فإني أقسم لك أني سأكون امرأتك قبل ثلاثة أشهر، ولكن بشرط. - ما هو هذا الشرط؟ - أن تطيعني. - مري أطع. - إن أمك قد استأجرت منزلا بجوار منزلنا فستقيم وإياها فيه ولا تزورنا إلا في النادر، وأبق هذا المفتاح عندك، فتعال كل يوم عند انتصاف الليل فنجتمع في هذه الحديقة، واحذر أن تخاصم المركيز. - وا أسفاه! إني كنت أحبه كأخي.
وقد أقاما نحو ساعتين يجددان العهود ثم افترقا بعد أن تواعدا على اللقاء في الغد.
وعادت إلى غرفتها وهي تقول في نفسها: إن السير روبرت عمي العزيز سيكون له مني خير مساعد على كشف سر المركيز ، ولكنه يريد أن يستقل بالعمل.
وعند ذلك خطر لها الناباب عثمان، فاضطربت وقالت: إن هذا الرجل وحده يستطيع إحباط آمالي فلا أخشى السير روبرت ولا المركيز روجر لأكون يوما مركيزة، ولكني أخاف جان دي فرانس. •••
وفي اليوم التالي كان المركيز روجر جالسا في غرفته وهو في أشد حالات الاضطراب؛ فقد كان مفتونا بحب ألن مع أنه لم يبح لها بغرامه إلى الآن.
Page inconnue