قال: حبا وكرامة.
ثم أخرج من جيبه علبة سعوط، وأخذ منها شيئا ووضعها أمامه، فمد جان يده فأخذها وأراها للمركيز فقال: انظر إلى هذه العلبة الجميلة فإن فيها سرا دقيقا لا يعرفها إلا أنا وخصمك، وهو أنه كان يضعها بين يديه حين يعطيك الورق ويضغط على هذه اللؤلؤة الكائنة في وسط العلبة فتمثل محلها مرآة مسطحة ينظر إليها وهو يعطيك الورق فيرى ورقك إذ ينطبع رسمه عليها.
فاصفر وجه الرجل وقال: إني لا أستخدمها ولا هي تستخدم لمثل هذا الغرض.
قال: ربما كنت مخطئا، فهلم نلعب.
وقد أخذ جان الورق فخلطه ثم أعطاه ورقا، وأخذ لنفسه والعلبة بين يديه؛ فربح كل ما خسره المركيز.
وهنا غضب الرجل وقال: إنك تسرقني.
قال: نعم. إني سرقتك كما أنت سرقت المركيز، وكما كنت تسرق الناس منذ ثلاثة أعوام بهذه الحيلة الشائنة.
والآن. فإني آمرك بالخروج من النادي وأن لا تعود إليه إلا إذا كنت تؤثر أن تبيت في السجن.
وقد أخذ من أمامه الأوراق المالية التي كسبها من المركيز فاصفر وجه الرجل حتى صار كالأموات، وقال له: ولكن رد لي علبتي على الأقل.
قال: كلا. بل أبقيها عندي تذكارا منك، وخذ هذا الخاتم بدلا منها فهو يساوي ضعف ثمنها.
Page inconnue