فعادت إلى شرب نخبه وشاركها الجميع في شرب هذا النخب، وبعد ذلك نهضوا عن المائدة، وقال لهم المركيز: لا تنسوا - أيها الأسياد - أننا سنركب الجياد في الساعة التاسعة من صباح غد، وأما السيدات فإنهن يتبعننا في المركبات.
فقالت مس ألن: أما أنا فأمتطي جوادا.
فقال لها المركيز: إذا كان ذلك فإني أعد لك جوادا لا يوجد جواد يماثله في إيكوسيا.
فمدت له يدها شاكرة، فقبل يدها وقال في نفسه: لم يعد لي طاقة على الصبر، وسأبوح لها غدا بغرامي.
في صباح اليوم التالي ركب الجميع جيادهم وانطلقوا بها إلى الغابة، فكانت مس ألن تسير بجانب المركيز ووراءهما ابن عمه السر جيمس وخادمه ويلسن.
فلما وصلوا إلى مكان الصيد ذاب الشمع وشعر جواد المركيز بوخز الصنارة، فجعل يهيج ويحاول الركض والمركيز يمنعه كي لا يفارق مس ألن، إلى أن قال لها: هذه أول مرة رأيت فيها جوادي على هذه الشدة.
قالت: أطلق له العنان فإني أتبعك.
فأرخى له عنانه فانطلق كالسهم، وتمكنت الفتاة من إدراكه فقد كان جواده شديدا وكذلك السير جيمس وخادمه، فقد كانا لا يبعدان عنه أكثر من مائة خطوة خلافا لبقية الفرسان، فقد كانت جيادهم ضعيفة فلم تتمكن من اللحاق.
أما المركيز فقد شعر أن جموح جواده غير طبيعي، وحاول مرارا أن يكبح جماحه فلم يستطع.
إلى أن وصل إلى قمة عالية، وهناك صاحت الفتاة صيحة منكرة وغطت وجهها من الذعر؛ فإنها رأت وحشا هائلا قد انقض من أعلى القمة انقضاض الصاعقة، وهجم على جواد المركيز فبقر بطنه وألقاه على الأرض مع فارسه.
Page inconnue