قال : نعم. وإني أكفل صدق توبته وندمه.
قال: لا أشير عليك أن تكفل شيئا؛ فإنه إذا عاد إلى لندرا حاكمته فحكم عليه بالإعدام، وإني أشرب الآن نخب هذه الساعة.
ثم أخذ كأسه وشرب ما فيه جرعة واحدة، واقتدى به الإسباني فشرب كل كأسه جرعة واحدة، وعادا إلى اللعب.
وكان الإسباني ماهرا في الشطرنج، فغلب المركيز وقام المركيز ففتح باب الغرفة وقال للذين راهنوا معه: يسوءني أن أخبركم بأنكم خسرتم معي.
فدفع الخاسرون وقبض الرابحون، وأعجب الحاضرون بمهارة الإسباني.
وعند ذلك دخل عضو جديد إلى النادي فقال واحد من الحضور: هو ذا الناباب عثمان عاد إلينا بعد الهجر الطويل. فحياهم عثمان وقال لهم: لقد علمت أنه جرت مراهنة عظيمة في الشطرنج.
فأشاروا إلى الإسباني وقالوا: نعم هذا هو الرابح.
فقال عثمان: أحق ما تقولون؟ أهو الدون بيدرو فقال له الإسباني: أتعرف اسمي؟
قال: لا يوجد في لندرا من لا يعرفك، فهل تريد أن تشرفني بملاعبتي بالشطرنج؟
وكان الإسباني يود الانصراف وهو ينظر من حين إلى حين نظرة الفاحص إلى المركيز؛ فأجاب عثمان قائلا: لقد فات الأوان يا سييل فإننا في ساعة متأخرة من الليل.
Page inconnue