[الكذب]
وتهذب من الكذب، فإنه مسخطة للرب، مفسدة للقلب، ضعة للنبيل، نقص لذوي العقول، وهو ضرب من الفحشاء، وشيمة من شيم الحمقاء، ورأس مال أصحاب المنى، وربما استحلت به الدماء، وركب به الدهماء، واستبيحت به القرى، وعظمت به البلوى.
فكن يا بني لعرضك منه صؤونا فإنه إذا تضمنته الأحشاء، جاشتبه إلى الصدور الحوباء، ثم تلقلق به اللسان، وفشى منه الكتمان، وفارت به الشفتان، فوران المرجل بوقود النيران.
يا بني: وإذا تمكن من قلب خرب، وغلب عليه كل الغلب، وكاد لا يفارقه آخر الحقب. وكم من صاحب له يريد انتزاحه منه فلا ينتزح، وإصلاح لسانه منه فلا يصلح، لكثر غلبته، وشدة ضراوته، والكذب مجانب للحق، مكذب من عرف به في الصدق.
Page 207