Les Intrigues de l'Amour dans les Palais des Rois
مكايد الحب في قصور الملوك
Genres
وزعم بعضهم أنه لم يكن امرأة فقط، بل كان ذا لحية طويلة، وقد مثله أحد المصورين في هذا الوقت بملامح أنثى نحيلة القد زرقاء العينين صغيرة الجسم صفراء اللون طويلة اللحية، وطول قامتها خمس أقدام وسبع بوصات.
وكان ديون يغضب أشد الغضب عند سماعه هذه الأحاديث والمراهنات والتقولات عليه، وكثيرا ما كان حمو غيظه يدفعه إلى الهجوم على بعض المتعرضين له بهذه المواضيع وإصابتهم بضربات أليمة وجراح بالغة. وعلى إثر ذلك برح لندن ولم يعلم أحد إلى أين ذهب، وفي أثناء غيابه اتسع مجال التخرص والتكهن، ولما عاد اشتد الحجاج واللجاج وحمي وطيس الصخب والشغب، وكان ذلك بين النساء أجلى وأظهر؛ فإن كثيرات منهن بذلن كل ما يستطاع من الجهد في انتزاع سره من صدره، ثم عدن خائبات غير ظافرات بشيء. وبلغ من شدة اهتمام إحدى الفتيات، وهي الآنسة ولكس، أن كتبت إليه رسالة هذه ترجمتها:
الآنسة ولكس تهدي تحيتها إلى الشفاليه ديون وترجو أن يخبرها صريحا أرجل هو أم امرأة كما يعتقد كل واحد؟
ولكنه أعرض عن هذه الرسالة ولم يعرها أقل التفات.
وبعدما أمضيت معاهدة الصلح رجع بها إلى فرنسا، فأنعم عليه الملك بوسام سنت لويس الملكي ولقب فارس، وعاد إلى إنكلترة سفيرا مؤقتا. ولكن أعداءه كانوا يكيدون له المكايد وينصبون المصايد للإيقاع به والإجهاز عليه، وكانوا يتهمونه بأنه يفشي أسرارهم ويسرف في تنقصهم والوقيعة بهم. وممن تصدى لشارل ديون وتعمد مناوأته الكونت دي غرشي الذي خلفه سفيرا لفرنسا في البلاط الإنكليزي.
وكان دي غرشي من كبار أعيان فرنسا وأصحاب الحول والطول فيها، ومن أنصار المعارضين للملك والناقمين عليه. وأهم ما وجهوا التفاتهم إليه القضاء على إدارة الجواسيس التي كان ديون من أكبر عمالها، ولما اطلع الملك لويس على مقاصدهم بعث إلى الشفاليه ديون برسالة ينذره فيها بالأخطار المحدقة به، وينصح له بارتداء ملابس سيدة والاختباء في أحد أحياء لندن؛ لأن إقامته في منزله غير سليمة العواقب، ولكن ديون لم يكن ممن يسهل ترويعه. وكان ذا قلب لا يرهب الخطر. فازدرى أعداءه ولم يحفل بوعيدهم وتهديدهم. على أنه لم يهمل الحذر والتوقي، فاحتاط لنفسه بأن حصن منزله ودعا إليه بعض الأصدقاء المخلصين للاستعانة بهم عند الحاجة.
ومما اتخذه من الاحتياطات استعدادا للطوارئ أنه علق مصباحا ينير الليل كله، واحتفظ بمحضأ
2
حام يظل بجانبه نهارا وليلا. وكان عنده من الأسلحة ثماني طبنجات وبندقيتان وبعض الخناجر. أما الحامية فكانت عبارة عن بعض جنود الدراغون الذين كانوا مدة خدمتهم في الجيش تحت لوائه، وبينهم بعض شذاذ الآفاق الذين التقطهم ديون من شوارع لندن. هؤلاء أقاموا في أقباء المنزل (أي الطبقة السفلى أو «البدرون»)، وكان عليهم ألا يمنعوا ضباط الشرط الفرنسويين من دخول المنزل إذا حاولوا ذلك في أية ساعة كانت. وبعدما يدخلون يلتفتون حولهم ويسدون عليهم طرق النجاة، وكان عليه هو أن يراقب الحصون. ومما اتفقوا عليه أنه إذا ظفر الأعداء به يشير إلى رجاله بعلامة مخصوصة لكي يهربوا وينجوا بأنفسهم عندما يشعل الألغام المخبوءة تحت الغرف الكبرى والدرج.
وكان في بعض الأحيان إذا أقدم على مزايلة حصنه يخرج كميا مدججا بالأسلحة، ومنذرا كل من تحدثه نفسه بمحاولة القبض عليه بأنه على الفور يرميه فيصميه، أو يرمي نفسه ويوردها رمسه. وقال أحد المؤرخين بعدما ذكر إنذاره هذا: «ولا ريب في أنه كان قادرا على إخراجه من القوة إلى الفعل.»
Page inconnue