وهذه الثلاث ١ هي التي جمع بينها فيما " صح ٢ " عنه في الصحيحين أنه قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ٣ ولا تشركو ابه شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم". ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها.
(الرابعة): أن دينهم مبني على أصول أعظمها التقليد، فهو القاعدة الكبرى لجميع الكفار أولهم وآخرهم كما قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ ٤ وقال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ ٥؛ فأتاهم بقوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ ٦ الآية، وقوله: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ ٧.
_________
١ لفظ "هي" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد.
٢ لفظ "صح" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في غيرها من النسخ بلفظ "ذكر".
٣ لفظ "أن تعبدوه" من مخطوطة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ووقع في غيرها من النسخ "ألا تعبدوا إلا الله".
٤ سورة الزخرف آية: ٢٣.
٥ سورة لقمان آية: ٢١.
٦ سورة سبأ آية: ٤٦.
٧ سورة الأعراف آية: ٣.
1 / 336