Majmuc Rasail
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Genres
وإنا لنرجو من الله جل ثناؤه أن يجعل لنا من الفضل بقرابته صلى الله عليه وآله وسلم، على أهل الأنبياء كفضل ما جعل الله لنبينا صلى الله عليه وآله عليهم؛ لأن الله قال: ?كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون?[آل عمران: 110]، ولعلك إن شاء الله تعرف في آخر ما في هذا تفسير ما أجملت لك في أوله وتعرف بذلك من الكتاب ما يهدي ولا قوة إلا بالله.
فمن زعم أن أهل هذه القبلة كلهم أهل صفوة وحبوة وخيرة ليس بينهم تفاضل، فإنا لا نقول ذلك، لأنه ليس كل من اتبع الأنبياء سماهم الله أهل صفوة وحبوة وخيرة، وقد سمى الله جل ثناؤه أهل صفوة وحبوة وخيرة فقال: ?وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة?[القصص: 68] وليس كل من خلق الله خيرة ولكن يختار منهم من يشاء، فقال: ?ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون?[القصص: 68]، وقال: ?وقل الحمدلله وسلام على عبادة الذين اصطفى ءآلله خير أما يشركون?[النمل: 59]، فليس كل العباد اصطفى الله، ولكن الله يصطفي منهم من يشاء وقال عز وجل: ?الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس?[الحج: 75]. وإنما فضلت نعم الله بين الناس عن غير حول أحد منهم ولا قوة، إلا منا من الله ونعمة، وفضلا يختص به من يشاء.
Page 88