هذا مانقول وهذا ما ندعوا إليه، فمن أجابنا إلى الحق فأنت تثيبه وتجازيه، ومن أبى إلا عتوا وعنادا فأنت تعاقبه على عتوه وعناده.
فالله الله عباد الله أجيبوا إلى كتاب الله، وسارعوا إليه، واتخذوه حكما فيما شجر بينكم، وعدلا فيما فيه اختلفنا، وإماما فيما فيه تنازعنا، فإنا به راضون، وإليه منتهون، ولما فيه مسلمون لنا وعلينا، لانريد بذلك سلطانا في الدنيا، إلا سلطانك، ولا نلتمس بذلك أثرة على مؤمن، ولا مؤمنة، ولا حر، ولا عبد.
عباد الله فأجيبونا إجابة حسنة تكن لكم البشرى بقول الله عز وجل في كتابه: ?فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه? [الزمر: 18]، ويقول: ?ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين?[فصلت: 33].
عباد الله فاسرعوا بالإنابة وابذلوا النصيحة، فنحن أعلم الأمة بالله، وأوعى الخلق للحكمة، وعلينا نزل ((القرآن))، وفينا كان يهبط ((جبريل)) عليه السلام، ومن عندنا اقتبس الخير، فمن علم خيرا فمنا اقتبسه، ومن قال خيرا فنحن أصله، ونحن أهل المعروف، ونحن الناهون عن المنكر، ونحن الحافظون لحدود الله.
Page 74