فكان بين الأوس والخزرج في الجاهلية حرب شديد وقتل شهير، وكانت بنو قريظة من اليهود، والنضير من اليهود، حلفاء الأوس والخزرج؛ بنو قريظة خلفاء الأوس، والنضير حلفاء للخزرج، فكانت الأوس والخزرج إذا سارت بينهما القتال، جاء حلفاء الفريق كلاهما من اليهود، فقاتلوا مع حلفائهم خشية أن يستضعف حلفاؤهم. وبنوا الأوس والخزرج مشركون ليسوا على دين اليهود، فيقتل اليهود بعضهم بعضا ويخرج بعضهم بعضا من ديارهم، فإذا تخارجوا بينهم، وسكن القتال أتي بالعبد والوليدة من بني إسرائيل ليباع، أرسل الفريقان - الذين اقتتلوا قبل - بعضهم إلى بعض: اجمعوا فداء هذا الأسير حتى نعتقه، فإذا قيل لهم: لم تعتقونه؟ قالوا: إن الله تبارك وتعالى أمرنا بذلك. فيقال لهم: أليس؟ قد حرم الله تبارك وتعالى دماء بعضكم على بعض في التوراة، كما أمركم بشراء هذا الأسير؟ قالوا: بلى وكنا نخاف أن يستضعف حلفاؤنا.
فأقروا بأنه حق من الله تبارك وتعالى، فلم ينفعهم الإقرار حين لم يعملوا شيئا، وجعلهم مؤمنون بإشترائهم الأسراى، وجعلهم كفارا بسفك دمائهم وإخراج بعضهم بعضا من ديارهم، وهم يهود كفار بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فجعلوا مؤمنون بالآية التي عملوا بها من اشتراء الأسراى، وغضب الله تعالى عليهم بسفكهم الدماء، حتى ردوا إلى أشد العذاب، قال الله تبارك وتعالى: ?ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب?[غافر: 46].
[تم بحمد الله كتاب الإيمان]
Page 65