Majmuc Rasail
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Genres
وقال تعالى في ذم الجماعة والكثير: ?وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين?[يوسف: 103]. وقال تعالى: ?وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله?[الأنعام: 116].
وقال تعالى: ?أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا?[الفرقان: 44]، وقال تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله?[التوبة: 34]. وقال تعالى: ?وإن كثيرا من الناس لفاسقون?[المائدة: 49].
حتى عدد في ذم الكثرة أكثرمن مائة وعشرون آية، وقريبا من ذلك في مدح القلة.
قال خالد بن صفوان: مع أن كثيرا قد ذكر في كتاب الله ما حفظت منه إلا هذا، فلم يذكر كثيرا إلا ذمه، ولم يذكر قليلا إلا مدحه، والقليل في الطاعة هم الجماعة، والكثير في المعصية هم أهل البدع.
قال خالد بن صفوان: فبسر الشامي فلا أحلى ولا أمر، وسكت الشاميون فلم يجيبوا لا بقليل ولا بكثير، ثم قاموا من عنده فقالوا لصاحبهم: فعل الله بك وفعل، غررتنا وزعمت أنك لا تدع له حجة إلا كسرتها، فخرست فلم تنطق.
فقال لهم: ويلكم، كيف أكلم رجلا إنما حاجني بكتاب الله، فلم أستطع أن أكذب كتاب الله تعالى.
فكان خالد بن صفوان يقول بعد ذلك: ما رأيت في الدنيا قرشيا ولا عربيا يزيد في العقل والحجج والخير على أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين.
[تم بحمد الله]
Page 229