فإن الله لايقبل العمل إلا من المتقين، وكيف يكون من المتقين من أقام على الزناء والقتل وأكل مال اليتيم ونقض العهد والميثاق والفساد في الأرض والإقامة على المعاصي؟ والتقوى ليست قولا بغير عمل، إنما التقوى: الإيمان والعمل بحقيقة الإيمان، قال الله تعالى: ?يآأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون?[آل عمران: 102]، وقد سماهم الله تبارك وتعالى مؤمنين حين أسلموا وأخبتوا وصدقوا بما جاء به نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، من أمرهم بالتقوى والعمل، فقال تعالى: ?يآأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم?[محمد: 33] وقال تعالى للمؤمنين: ?لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون?[الأنبياء: 103].
وقال تعالى: ?الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون?[البقرة: 275]. فإن زعموا أن هذا مشرك فقد كذبوا، لأن الله تعالى يقول: ?ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله?[البقرة: 279]، فصار حرب الله حين أقام على الربا من غير شرك بالرحمن، ولا شك فيما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
Page 19