أتموت البتول غضبى ونرضى .........ما كذا يفعل البنون الكرام تعليق : تأمل القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه ، بصيغة كلامه السابق ، تجده يمتدح جدته فاطمة (ع) ، ويذم الشيخين ، فتجده في هذا يتابع كلام والده أمير المؤمنين ، وابن عميه الباقر وصاحب الديلم في إثبات موتها على الحق ، وأن ما غضبت لأجله ليس باطلا بل حقا ثابتا ، يقوي هذا كله أن الإمام (ع) ، قرر أن يغضب لغضبها ، فلو كان غضبها على باطل عنده (ع) ، ما كان غضب لغضبها . [ فائدة ] ويبدو أن هذه العبارة التي قالها الإمام القاسم الرسي (ع) ، كانت متدوالة بين سادات أهل البيت (ع) ، فيلقونها نصا ، وينشئها شاعرهم شعرا ، فذكر ابن أبي الحديد في الشرح ما نصه : (( .. حدثني داود بن المبارك قال : أتينا عبدالله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، ونحن راجعون من الحج في جماعة ، فسألناه عن مسائل ، وكنت أحد من سأله ، فسألته عن أبي بكر وعمر ؟ فقال أجيبك بما أجاب به جدي عبد الله بن الحسن فإنه سئل عنهما ، فقال : كانت أمنا صديقة ابنة نبي مرسل ، وماتت وهي غضبى على قوم ، فنحن غضاب لغضبها ))(1)[5] . قلت : وعبدالله بن موسى هذا هو زاهد أهل البيت (ع) ، ومن وجوه الزيدية في زمانه ، وأحد المبايعين للإمام القاسم الرسي (ع) بالإمامة .
5- قال الإمام أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) (158-240ه) ، مثبتا كمال نصاب الشهادة التي فيها أي من علي أو الحسن أو الحسين ، حتى ولو كان الشاهد منهم واحدا ، وأبو بكر احتج بعدم اكتمال نصاب الشهادة ، فطلب رجلا إلى جانب علي (ع) ، فقال أحمد بن عيسى (ع) :
Page 4