والمال والرياسة، وخان واختان مثل كسب واكتسب، فجعل الإنسان مختانًا، ثم بيَّن أن النفس هي التي تختان، كما أنها هي التي تسفه ﴿لأن﴾ (١) مبدأ ذلك ﴿من﴾ (٢) شهوتها ليس هو مما ﴿يأمر به العقل والرأي﴾ (٣) ومبدأ السفه منها لخفتها وطيشها، والإنسان (تارة تغلبه نفسه في السر على هواه) (٤) بأمورٍ ينهاها عنه العقل (ق ٢٧ - ب) والدين، فتكون نفسه (اختانت عليه) (٥) وغلبته، وهذا يوجد كثيرًا في أمر الجماع وأمر المال، ولهذا لا يؤتمن على ذلك أكثر الناس، ويقصد بالائتمان من لا تدعوه نفسه إلى الخيانة في ذلك، قال سعيد بن المسيب: "لو اؤتمنت على بيت المال لأديت الأمانة، ولو اؤتمنت على امرأةٍ سوداء حبشيةٍ لخشيت أن لا أؤدي الأمانة فيها". وكذلك المال لا يؤتمن عليه أصحاب الأنفس الحريصة على أخذه كيف اتفق.
وتكلم شيخنا على قوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾ (٦)، واختار أن المعنى أن يكون النبي قُتِل (٧) وأن من معه من الربيين (٨) لم يهنوا بعد قتله، وضعَّف قول من قال إن الربيين (٨) يهنوا بعد قتله، وضعَّف قول