وغير ذلك من الأحاديث مما (١) يطول ذكره.
قال شيخنا (٢): وكذلك أحاديث يرويها كثير من النساك ويظنونها صدقًا، مثل قولهم: "إن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوًا"، ومثل قولهم: "إن قوله تعالى: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ (٣) نزلت في أهل الصفة" ومثل حديث: "غلام المغيرة بن شعبة أحد الأبدال الأربعين" وكذلك كل حديث فيه ذكر الأبدال والأقطاب والأغواث وعدد الأولياء وأمثال ذلك مما يعلم أهل العلم ﴿بالحديث﴾ (٤) أنه كذب.
وكذب أمثال هذه الأحاديث قد يعلم من غير طريق أهل الحديث، مثل أن يعلم أن (٥) قوله في سورة الكهف: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ﴾ (٦) وفي سورة الأنعام ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ﴾ (٣) لم تنزل في أهل الصفة، فإن الأنعام والكهف سورتان مكيتان باتفاق الناس، والصفة إنما كانت بالمدينة.
ومثل ما يروون في أحاديث المعراج أنه رأى ربه أو رآه في صورة كذا، وأحاديث المعراج التي في الصحيح ليس فيها شيء من ذكر الرؤية، وإنما الرؤية في أحاديث مدنية كانت في المنام، كحديث معاذ بن جبل: "أتاني البارحة ربي في أحسن صورة ... " (٧) إلى آخره، فهذا منام رآه في المدينة،